الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين

                                                                                                                                                                                                                                        ( أولم يروا ) يعني أهل مكة . ( أنا جعلنا حرما آمنا ) أي جعلنا بلدهم مصونا عن النهب والتعدي آمنا [ ص: 200 ]

                                                                                                                                                                                                                                        أهله عن القتل والسبي . ( ويتخطف الناس من حولهم ) يختلسون قتلا وسبيا إذ كانت العرب حوله في تغاور وتناهب . ( أفبالباطل يؤمنون ) أبعد هذه النعمة المكشوفة وغيرها مما لا يقدر عليه إلا الله يؤمنون بالصنم أو الشيطان . ( وبنعمة الله يكفرون ) حيث أشركوا به غيره وتقديم الصلتين للاهتمام أو الاختصاص على طريق المبالغة .

                                                                                                                                                                                                                                        ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا ) بأن زعم أن له شريكا . ( أو كذب بالحق لما جاءه ) يعني الرسول أو الكتاب ، وفي ( لما ) تسفيه لهم بأن لم يتوافقوا ولم يتأملوا قط حين جاءهم بل سارعوا إلى التكذيب أول ما سمعوه . ( أليس في جهنم مثوى للكافرين ) تقرير لثوائهم كقوله :

                                                                                                                                                                                                                                        ألستم خير من ركب المطايا

                                                                                                                                                                                                                                        أي ألا يستوجبون الثواء فيها وقد افتروا مثل هذا الكذب على الله وكذبوا بالحق مثل هذا التكذيب ، أو لاجترائهم أي ألم يعلموا أن ( في جهنم مثوى للكافرين ) حتى اجترءوا مثل هذه الجراءة .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية