الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون

                                                                                                                                                                                                                                        ( أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ) تقرير لسيرهم في أقطار الأرض ونظرهم في آثار المدمرين قبلهم . ( كانوا أشد منهم قوة ) كعاد وثمود . ( وأثاروا الأرض ) وقلبوا وجهها لاستنباط المياه واستخراج المعادن وزرع البذور وغيرها . ( وعمروها ) وعمروا الأرض . ( أكثر مما عمروها ) من عمارة أهل مكة إياها فإنهم أهل واد غير ذي زرع لا تبسط لهم في غيرها ، وفيه تهكم بهم من حيث إنهم مغترون بالدنيا مفتخرون بها وهم أضعف حالا فيها ، إذ مدار أمرها على التبسط في البلاد والتسلط على العباد والتصرف في أقطار الأرض بأنواع العمارة وهم ضعفاء ملجؤون إلى دار لا نفع لها . ( وجاءتهم رسلهم بالبينات ) بالمعجزات أو الآيات الواضحات . ( فما كان الله ليظلمهم ) ليفعل بهم ما تفعل الظلمة فيدمرهم من غير جرم ولا تذكير . ( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) حيث عملوا ما أدى إلى تدميرهم .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية