الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا

                                                                                                                                                                                                يقال للمستخلف : خليفة وخليف ; فالخليفة تجمع خلائف ، والخليف : خلفاء ، [ ص: 161 ] والمعنى : أنه جعلكم خلفاءه في أرضه قد ملككم مقاليد التصرف فيها وسلطكم على ما فيها ، وأباح لكم منافعها لتشكروه بالتوحيد والطاعة فمن كفر منكم وغمط من هذه النعمة السنية ، فوبال كفره راجع عليه ، وهو مقت الله الذي ليس وراءه خزي وصغار وخسار الآخرة الذي ما بقي بعده خسار ، والمقت : أشد البغض . ومنه قيل لمن ينكح امرأة أبيه : مقتي ، لكونه ممقوتا في كل قلب ، وهو خطاب للناس . وقيل : خطاب لمن بعث إليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم - جعلكم أمة خلفت من قبلها ، ورأت وشاهدت فيمن سلف ما ينبغي أن تعتبر به ، فمن كفر منكم فعليه جزاء كفره من مقت الله وخسار الآخرة ، كما أن ذلك حكم من قبلكم .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية