الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ولا أن تبدل بهن من أزواج

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار ، وابن مردويه عن أبي هريرة قال : كان البدل في الجاهلية أن يقول الرجل للرجل : بادلني امرأتك وأبادلك امرأتي . أي : تنزل لي عن امرأتك وأنزل لك عن امرأتي فأنزل الله : ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن [ ص: 104 ] قال : فدخل عيينة بن حصن الفزاري على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة، فدخل بغير إذن فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أين الاستئذان؟ قال : يا رسول الله، ما استأذنت على رجل من الأنصار منذ أدركت . ثم قال : من هذه الحميراء إلى جنبك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذه عائشة أم المؤمنين، قال : أفلا أنزل لك عن أحسن الخلق؟ قال : يا عيينة إن الله حرم ذلك، فلما أن خرج قالت عائشة : من هذا؟ قال : أحمق مطاع، وإنه على ما ترين لسيد في قومه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن زيد بن أسلم في قوله : ولا أن تبدل بهن من أزواج قال : كانوا في الجاهلية يقول الرجل للرجل وله امرأة جميلة : تبادل امرأتي بامرأتك وأزيدك إلى ما ملكت يمينك؟

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن عبد الله بن شداد في قوله : ولا أن تبدل بهن من أزواج قال : ذلك لو طلقهن، لم يحل له أن يستبدل، وقد كان ينكح بعد ما نزلت هذه الآية ما شاء . قال : ونزلت وتحته تسع نسوة ثم تزوج بعد أم حبيبة بنت أبي سفيان وجويرية بنت الحارث .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم من طريق علي بن زيد، عن الحسن في قوله : ولا أن تبدل بهن من أزواج قال : قصره الله [ ص: 105 ] على نسائه التسع اللاتي مات عنهن . قال علي : فأخبرت بذلك علي بن الحسين فقال : لو شاء تزوج غيرهن، ولفظ عبد بن حميد : فقال : بل كان له أيضا أن يتزوج غيرهن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم نزلت هذه الآية : ولا أن تبدل بهن من أزواج قال : كان يومئذ يتزوج ما شاء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن قتادة : وكان الله على كل شيء رقيبا أي : حفيظا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية