الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [79] كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا [80] ونرثه ما يقول ويأتينا فردا .

                                                                                                                                                                                                                                      كلا سنكتب ما يقول أي: نحفظه عليه للمؤاخذة به: ونمد له من العذاب مدا بمضاعفته له، جزاء لاستهزائه.

                                                                                                                                                                                                                                      ونرثه ما يقول أي: ننزع عنه ما آتيناه من مال وولد، [ ص: 4161 ] فلا يبقيان له حتى يمكنها قطع العذاب عنه: ويأتينا فردا أي: في الحشر، لا يصحبه مال ولا ولد. فما يجدي عليه تمنيه وتأليه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقد روى البخاري : عن خباب رضي الله عنه، قال: كنت قينا -حدادا- في الجاهلية بمكة. فعملت للعاص بن وائل سيفا، فجئت أتقاضاه فقال: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد . قلت: لن أكفر به حتى تموت ثم تبعث. قال. فذرني حتى أموت، ثم أبعث فسوف أوتى مالا وولدا فأقضيك. فنزلت الآية. قال ابن عباس : فضرب الله مثله في القرآن.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية