الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ( 191 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : أيشركون في عبادة الله ، فيعبدون معه " ما لا يخلق شيئا " ، والله يخلقها وينشئها ؟ وإنما العبادة الخالصة للخالق لا للمخلوق .

وكان ابن زيد يقول في ذلك بما : -

15532 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد قال : ولد لآدم وحواء ولد ، فسمياه " عبد الله " ، فأتاهما إبليس فقال : ما سميتما يا آدم ويا حواء ابنكما ؟ قال : وكان ولد لهما قبل ذلك ولد ، فسمياه " عبد الله " ، فمات . فقالا سميناه " عبد الله " . فقال إبليس : أتظنان أن الله تارك عبده عندكما ؟ لا والله ، ليذهبن به كما ذهب بالآخر ! ولكن أدلكما على اسم يبقى لكما ما بقيتما ، فسمياه " عبد شمس " ! قال : فذلك قول الله تبارك وتعالى : ( أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ) ، آلشمس تخلق شيئا حتى يكون لها عبد ؟ إنما هي مخلوقة ! وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خدعهما مرتين ، خدعهما في الجنة ، وخدعهما في الأرض .

وقيل : ( وهم يخلقون ) ، فأخرج مكنيهم مخرج مكني بني آدم ، [ ص: 319 ] ( أيشركون ما ) ، فأخرج ذكرهم ب " ما " لا ب " من " مخرج الخبر عن غير بني آدم ، لأن الذي كانوا يعبدونه إنما كان حجرا أو خشبا أو نحاسا ، أو بعض الأشياء التي يخبر عنها ب " ما " لا ب " من " ، فقيل لذلك : " ما " ، ثم قيل : " وهم " ، فأخرجت كنايتهم مخرج كناية بني آدم ، لأن الخبر عنها بتعظيم المشركين إياها ، نظير الخبر عن تعظيم الناس بعضهم بعضا .

التالي السابق


الخدمات العلمية