الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة ست وخمسمائة

فمن الحوادث فيها:

أن أبا علي المغربي كان من الزهاد معروفا بين الصوفية بالزهادة والقناعة ، كان يأتيه كل يوم روزجاري برغيفين من كد يده فيأكلهما ، ثم عن له أن يشتغل بصنعة الكيمياء فأخذ إلى دار الخلافة وانقطع خبره .

[جلوس ابن الطبري مدرسا بالنظامية]

وفي جمادى الآخرة: جلس ابن الطبري بالنظامية مدرسا ، وعزل الشاشي .

[دخول يوسف بن أيوب الهمذاني الواعظ إلى بغداد]

ومن الحوادث: دخول يوسف بن أيوب الهمذاني الواعظ إلى بغداد ، وكان قد دخلها بعد الستين والأربعمائة ، فتفقه على الشيخ أبي إسحاق حتى برع في الفقه ، ثم عاد إلى مرو فاشتغل بالتعبد ، واجتمع في رباطه خلق زائد عن الحد من المنقطعين إلى الله تعالى ، وعاد إلى بغداد في هذه السنة فوعظ بها ، فوقع له القبول ، وقام إليه رجل متفقه يقال له ابن السقاء ، فآذاه في مسألة ، فقال له: اجلس فإني أجد من كلامك رائحة الكفر ، ولعلك تموت على غير دين الإسلام ، فاتفق بعد مديدة أن ابن السقاء خرج إلى بلاد الروم وتنصر ، وقام إليه ابنا أبي بكر الشاشي ، فقالا له: إن كنت تتكلم على مذهب الأشعري وإلا فلا تتكلم ، فقال: اجلسا لا متعكما الله بشبابكما ، فماتا ولم يبلغا الشيخوخة .

[ ص: 129 ]

قال المصنف: ورأيت بخط شيخنا أبي بكر بن عبد الباقي البزاز ، قال: في يوم الخميس ثالث عشر ذي القعدة من سنة ست وخمسمائة سمع صوت هدة عظيمة في أقطار بغداد بالجانبين الشرقي والغربي ، وسمعت أنا صوتها وأنا جالس في المارستان حتى ظننت أنه صوت حائط قد ذهب بالقرب منا ، ولم يعلم ما هو ، ولم يكن في السماء غيم ، فيقال: صوت رعد .

التالي السابق


الخدمات العلمية