الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين

                                                                                                                                                                                                "ذريتهم " أولادهم ومن يهمهم حمله . وقيل : اسم الذرية يقع على النساء ; لأنهن مزارعها . وفى الحديث : أنه نهى عن قتل الذراري ، يعني النساء . من مثله من مثل الفلك "ما يركبون " من الإبل ، وهي سفائن البر . وقيل : الفلك المشحون سفينة نوح ، ومعنى حمل الله ذرياتهم فيها : أنه حمل فيها آباءهم الأقدمين ، وفى أصلابهم هم وذرياتهم ، وإنما ذكر ذرياتهم دونهم ; لأنه أبلغ في الامتنان عليهم ، وأدخل في التعجيب من قدرته ، في حمل أعقابهم إلى يوم القيامة في سفينة نوح . و "من مثله " من مثل ذلك الفلك ما يركبون من السفن والزوارق فلا صريخ لا مغيث ، أو لا إغاثة . يقال : أتاهم الصريخ ولا هم ينقذون لا ينجون من الموت بالغرق إلا رحمة إلا لرحمة منا ولتمتيع بالحياة إلى حين إلى أجل يموتون فيه لا بد لهم منه بعد النجاة من موت الغرق ، ولقد أحسن من قال [من الوافر ] :


                                                                                                                                                                                                ولم أسلم لكي أبقى ولكن سلمت من الحمام إلى الحمام



                                                                                                                                                                                                وقرأ الحسن رضي الله عنه : (نغرقهم ) .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية