الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا

                                                                                                                                                                                                                                      هنالك في ذلك المقام، وفي تلك الحال. الولاية لله الحق أي: النصر له وحده لا يقدر عليها أحد فهو تقرير لما قبله، أو ينصر فيها أولياءه المؤمنين على الكفرة، كما نصر بما فعل بالكافر أخاه المؤمن، ويعضده قوله تعالى: هو خير ثوابا وخير عقبا أي: لأوليائه. وقرئ: (الولاية) بكسر الواو، ومعناه: الملك والسلطان، أي: هنالك السلطان له عز وجل لا يغلب، ولا يمتنع منه، أو لا يعبد غيره، كقوله تعالى: فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فيكون تنبيها على أن قوله: يا ليتني لم أشرك ... إلخ. كان عن اضطرار، وجزع عما دهاه على أسلوب قوله تعالى: آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين . وقيل: هناك إشارة إلى الآخرة كقوله تعالى: لمن الملك اليوم لله الواحد القهار . وقرئ: برفع الحق على أنه صفة الولاية، وبنصبه على أنه مصدر مؤكد، وقرئ: (عقبا) بضم القاف، وعقبى كرجعى، والكل بمعنى: العاقبة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية