الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين ؛ يقرأ: " إنا دمرناهم " ؛ بكسر " إن " ؛ وبفتحها؛ فمن قرأ بالكسر؛ رفع العاقبة لا غير؛ المعنى: " فانظر أي شيء كان عاقبة مكرهم " ؛ ثم فسرها فقال: " إنا دمرناهم " ؛ فدل على أن العاقبة الدمار؛ ومن قرأ: " أنا دمرناهم " ؛ بالفتح؛ رفع العاقبة؛ وإن شاء نصبها؛ والرفع أجود؛ على معنى: " فانظر كيف كان عاقبة أمرهم " ؛ وأضمر العاقبة؛ " أنا دمرناهم " ؛ فيكون " أنا " ؛ في موضع رفع؛ على هذا التفسير؛ ويجوز أن تكون " أنا " ؛ في موضع نصب؛ على معنى: " فانظر كيف كان عاقبة مكرهم لأنا دمرناهم " ؛ ويجوز أن [ ص: 125 ] تكون " أنا دمرناهم " ؛ خبر " كان " ؛ المعنى: " فانظر كيف كان عاقبة مكرهم الدمار " ؛ ويجوز أن يكون اسم " كان " ؛ " أنا دمرناهم " ؛ و " عاقبة أمرهم " ؛ منصوبة؛ المعنى: " فانظر كيف كان الدمار عاقبة مكرهم " ؛ و " كيف " ؛ في موضع نصب في جميع هذه الأقوال؛ ونصبها؛ إذا جعلت العاقبة اسم " كان " ؛ و " كيف " ؛ الخبر؛ لأنها في موضع خبر " كان " ؛ فإذا جعلت اسم " كان " ؛ وخبرها ما بعدها؛ فهي منصوبة على الظرف؛ وعمل فيها جملة الكلام؛ كما تقول: " كيف كان زيد؟ " ؛ و " كيف كان زيد قائما؟ " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية