الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون

                                                                                                                                                                                                ننكسه في الخلق نقلبه فيه فنخلقه على عكس ما خلقناه من قبل ، وذلك أنا خلقناه على ضعف في جسده ، وخلو من عقل وعلم ، ثم جعلناه يتزايد وينتقل من حال إلى حال ويرتقي من درجة إلى درجة ، إلى أن يبلغ أشده ويستكمل قوته ، ويعقل ويعلم ما له وما عليه ، فإذا انتهى نكسناه في الخلق فجعلناه يتناقص ، حتى يرجع في حال شبيهة بحال الصبي في ضعف جسده وقلة عقله وخلوه من العلم ، كما ينكس السهم فيجعل أعلاه أسفله . قال عز وجل : ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا [الحج : 5 ] ، ثم رددناه أسفل سافلين [التين : 5 ] وهذه دلالة على أن من ينقلهم من الشباب إلى الهرم ، ومن القوة إلى الضعف ، ومن رجاحة العقل إلى الخرف وقلة التمييز ، ومن العلم إلى الجهل بعد ما نقلهم خلاف هذا النقل وعكسه قادر على أن يطمس على أعينهم ، ويمسخهم على مكانتهم ويفعل بهم ما شاء وأراد ، وقرئ بكسر الكاف . و (ننكسه ) و (ننكسه ) من التنكيس والإنكاس أفلا يعقلون بالياء والتاء .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية