الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا

                                                                                                                                                                                                                                      وتلك القرى أي: قرى عاد وثمود وأضرابها، وهي مبتدأ على تقدير المضاف، أي: وأهل تلك القرى خبره قوله تعالى: أهلكناهم ، أو مفعول مضمر مفسر به لما ظلموا أي: وقت ظلمهم كما فعلت قريش بما حكي عنهم من القبائح، وترك المفعول إما لتعميم الظلم، أو لتنزيله منزلة اللازم، أي: لما فعلوا الظلم، ولما : إما حرف، كما قال ابن عصفور. وإما ظرف استعمل للتعليل. وليس المراد به الوقت المعين الذي عملوا فيه الظلم بل زمان ممتد من ابتداء الظلم إلى آخره. وجعلنا لمهلكهم أي: عينا لهلاكهم موعدا أي: وقتا معينا لا محيد لهم عن ذلك، وهذا استشهاد على ما فعل بقريش من تعيين الموعد ليتنبهوا لذلك، ولا يغتروا بتأخر العذاب، وقرئ: بضم الميم وفتح اللام، أي: إهلاكهم. وبفتحهما.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية