الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3488 [ ص: 482 ] باب فضل الشهادة في سبيل الله تعالى

                                                                                                                              ومثله في النووي .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 24 جـ 13 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن قتادة قال: سمعت أنس بن مالك يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من أحد يدخل الجنة، يحب أن يرجع إلى الدنيا، وأن له ما على الأرض من شيء غير الشهيد. فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل عشر مرات؛ لما يرى من الكرامة ] .

                                                                                                                              وفي رواية أخرى عنه، عند مسلم: " ما من نفس تموت، لها عند الله خير، يسرها أنها ترجع إلى الدنيا، ولا أن لها الدنيا وما فيها: إلا الشهيد؛ فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل في الدنيا؛ لما يرى من فضل الشهادة ".]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              قال النووي : وهذا من صرائح الأدلة، في عظيم فضل الشهادة.

                                                                                                                              والله المحمود المشكور. وأما سبب تسميته "شهيدا": فقال النضر بن شميل: لأنه حي؛ فإن أرواحهم شهدت وحضرت دار السلام. وأرواح غيرهم إنما تشهدها يوم القيامة.

                                                                                                                              [ ص: 483 ] وقال ابن الأنباري: إن الله وملائكته، يشهدون له بالجنة.

                                                                                                                              وقيل: لأنه شهد عند خروج روحه: ما أعده الله تعالى له من الثواب والكرامة.

                                                                                                                              وقيل: لأن ملائكة الرحمة يشهدونه، فيأخذون روحه.

                                                                                                                              وقيل: لأنه شهد له بالإيمان، وخاتمة الخير، بظاهر حاله.

                                                                                                                              وقيل: لأن عليه شاهدا بكونه " شهيدا "، وهو الدم.

                                                                                                                              وقيل: لأنه ممن يشهد على الأمم يوم القيامة، بإبلاغ الرسل الرسالة إليهم. وعلى هذا القول: يشاركهم غيرهم في هذا الوصف.

                                                                                                                              قاله النووي .

                                                                                                                              وأقول: لا مانع من حمل الشهيد، على جميع ما ذكر في وجوه تسميته، فإن فضل الله واسع، ورحمته عامة، وكرامته تامة.




                                                                                                                              الخدمات العلمية