الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ خشل ]

                                                          خشل : الخشل : البيضة إذا أخرجت جوفها ; عن أبي حنيفة . والخشل والخشل ، محرك الشين : المقل نفسه ، قيل هو اليابس ، وقيل هو رطبه وصغاره الذي لا يؤكل ، وقيل هو نواه ، واحدته خشلة وخشلة ; قال الكميت :


                                                          يستخرج الحشرات الخشن ريقها كأن أرؤسها في موجه الخشل



                                                          قال ابن بري : قال علي بن حمزة : إنما هو الخشل ، بسكون الشين لا غير ، وأما الخشل في بيت الكميت فإنما حركه ضرورة ; قال ذو الرمة :


                                                          وساقت حصاد القلقلان ؛ كأنما     هو الخشل أعراف الرياح الزعازع



                                                          ويروى : كأنه نوى الخشل أي : نوى المقل . والخشل : الرديء من كل شيء ، وقد تخشل ، وأصله من ذلك . الليث : الخشل من المقل كالحشف من التمر . ورجل مخشل ومخشول : مرذول وقد خشله . والخشل : رءوس الحلي من الخلاخيل والأسورة ، وقيل : الخشل ما تكسر من رءوس الحلي وأطرافه ، والخشل كذلك ; قال الشماخ :


                                                          ترى قطعا من الأحناش فيه     جماجمهن كالخشل النزيع



                                                          ومما حكاه ابن بري عن علي بن حمزة قال : والخشل الأسورة والخلاخيل ، بالإسكان لا غير ، وهو ما كان منها أجوف غير مصمت ، وكل أجوف غير مصمت فهو خشل ، بالإسكان . قال : وأما رءوس الأسورة والخلاخيل فلا تكون إلا مصمتة وليست خشلا ; قال : ومنه قول رؤبة :


                                                          كثمر الحماض غير الخشل



                                                          أي : غير الرديء . وحكى ابن بري عن أبي عمر الزاهد وابن خالويه وابن فارس وغيرهم في الخشل للمقل ، كقول ابن حمزة إنه بالإسكان لا غير ، وإن ما ورد منه محركا فهو على جهة الضرورة كبيت الكميت وكبيت الشماخ ; قال ابن بري : هكذا رواه الخليل بتحريك الشين ، قال : وقد قيل إنهما لغتان ، والأعرف فيهما سكون الشين ، قال : وقد روي بالتحريك أيضا عن ابن خالويه ، قال : الخشل المقل والحلي ، وقال ابن خالويه : الخشل المقل اليابس ، ويقال لرطبه البهش ، ويقال لنواه الملج ، ولسويقه الحتي والعكي والثتى ، الثاء قبل التاء . ورجل مخشل : محلى من ذلك . والخشل : ضرب من النبات أصفر وأحمر وأخضر ; قال الشاعر :


                                                          حتى اكتست من ضرب كل شكل     كثمر الحماض غير الخشل



                                                          والخشل : رديء المقل . والخشل : ما تكسر من الحلي ، وقيل : إن الخشل في بيت ذي الرمة رءوس الحلي . ويقال : الحتي قشرة المقلة التي تؤكل ، والمقلة نفسها بلا قشر خشلة ، وهي النواة ، قال : فعلى هذا للفظة الخشل أحد عشر معنى : المقل ونواه ويابسه ورديئه ، والرديء من كل شيء ، والحلي ورءوسه وما تكسر منه وما تجوف منه ، والمجوف من كل شيء وضرب من النبت ، والخنشليل نذكره في ترجمة خنشل فإن سيبويه جعله مرة ثلاثيا وأخرى رباعيا ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية