الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا

                                                                                                                                                                                                                                      74 - فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قيل ضرب برأسه الحائط وقيل أضجعه ثم ذبحه بالسكين وإنما قال فقتله بالفاء وقال خرقها بغير فاء ؛ لأن خرقها جعل جزاء للشرط وجعل قتله من جملة الشرط معطوفا عليه والجزاء قال أقتلت نفسا وإنما خولف بينهما ؛ لأن خرق السفينة لم يتعقب الركوب وقد تعقب القتل لقاء الغلام زكية "زاكية" حجازي وأبو عمرو وهي الطاهرة من الذنوب إما ؛ لأنها طاهرة عنده لأنه لم يرها قد أذنبت ، أو لأنها صغيرة لم تبلغ الحنث بغير نفس أي : لم تقتل نفسا فيقتص منها ، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن نجدة الحروري كتب إليه كيف جاز قتله وقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قتل الولدان فكتب إليه إن علمت من حال الولدان ما علمه عالم موسى فلك أن تقتل لقد جئت شيئا نكرا وبضم الكاف حيث كان مدني وأبو بكر وهو المنكر وقيل :النكر أقل من الإمر ؛ لأن قتل نفس واحدة أهون من إغراق أهل السفينة أو معناه: [ ص: 313 ] جئت شيئا أنكر من الأول ؛ لأن الخرق يمكن تداركه بالسد ولا يمكن تدارك القتل

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية