الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              397 [ ص: 430 ] (باب النهي عن التخلي في الطريق والظلال)

                                                                                                                              وترجمه النووي بقوله: (باب الاستطابة).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 161 ج3 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اتقوا اللعانين، قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟ قال: الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اتقوا اللعانين، أي: "الأمرين" الجالبين للعن، الحاملين الناس عليه، الداعيين إليه. وذلك أن من فعلهما "شتم ولعن". يعني "عادة الناس: لعنه". فلما صارا سببا لذلك، أضيف اللعن إليهما.

                                                                                                                              وقد يكون "اللاعن" بمعنى "الملعون".

                                                                                                                              "والملاعن" مواضع "الملعون".

                                                                                                                              وعلى هذا يكون المعنى: اتقوا الأمرين الملعون فاعلهما.

                                                                                                                              "قالوا: وما "اللعنان" يا رسول الله؟ قال: "الذي يتخلى في [ ص: 431 ] طريق الناس"، أي: "يتغوط في موضع يمر به الناس".

                                                                                                                              "أو في ظلهم"؛ أي: مستظل الناس، الذي اتخذوه مقيلا ومناخا ينزلونه، ويقعدون فيه.

                                                                                                                              وليس كل ظل يحرم القعود تحته؛ فقد قعد النبي صلى الله عليه وسلم تحت حائش النخل لحاجته. وله ظل بلا شك.

                                                                                                                              والنهي عن هذين، لما فيه من إيذاء المسلمين، بتنجيس من يمر به، ونتنه واستقذاره. والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية