الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3538 باب: الشهداء خمسة

                                                                                                                              وقال النووي : ( باب بيان الشهداء) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 62 جـ 13 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أبي هريرة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينما رجل، يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق، فأخره . فشكر الله له، فغفر له وقال: "الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق ، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله عز وجل " ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة) رضي الله عنه؛ (أن رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم قال: بينما رجل يمشي بطريق، وجد غصن شوك على الطريق، فأخره. فشكر الله له، فغفر له) .

                                                                                                                              فيه: فضيلة إماطة الأذى عن الطريق. وهو كل مؤذ. وهذه الإماطة أدنى شعب الإيمان [ ص: 492 ] (وقال: الشهداء خمسة: المطعون)، وهو الذي يموت في الطاعون.

                                                                                                                              كما في الرواية الأخرى: " الطاعون شهادة لكل مسلم ".

                                                                                                                              (والمبطون) وهو صاحب داء البطن. وهو الإسهال. قال القاضي:

                                                                                                                              وقيل: هو الذي به الاستسقاء، وانتفاخ البطن. وقيل: هو الذي يشتكي بطنه. وقيل: هو الذي يموت بداء بطنه، مطلقا.

                                                                                                                              (والغرق) هو الذي يموت غريقا، في الماء.

                                                                                                                              (وصاحب الهدم) وهو من يموت تحته.

                                                                                                                              (والشهيد في سبيل الله) وهو الذي قتل في الغزو والجهاد.

                                                                                                                              وفي الموطأ، من حديث جابر بن عتيك: " الشهداء سبعة - سوى القتل في سبيل الله - "؛ فذكر الأربعة المذكورة. وزاد: "صاحب ذات الجنب، والحرق، والمرأة تموت بجمع".

                                                                                                                              قال النووي : وهذا الحديث الذي رواه مالك، صحيح بلا خلاف. وإن كان البخاري ومسلم لم يخرجاه. " وصاحب ذات الجنب " معروف. وهي قرحة تكون في الجنب باطنا.

                                                                                                                              " والحرق"، الذي يموت بحريق النار.

                                                                                                                              [ ص: 493 ] " وجمع" بضم الجيم، وفتحها، وكسرها. والضم أشهر. قيل: التي تموت حاملا، جامعة ولدها في بطنها. وقيل: هي البكر. والصحيح الأول.

                                                                                                                              وفي رواية لمسلم: "من قتل في سبيل الله، فهو شهيد. ومن مات في سبيل الله، فهو شهيد " معناه: بأي صفة مات.

                                                                                                                              قال العلماء: وإنما كانت هذه الموتات، شهادة بتفضل الله تعالى:

                                                                                                                              بسبب شدتها، وكثرة ألمها.

                                                                                                                              وقد جاء في حديث آخر في الصحيح: " من قتل دون ماله، فهو شهيد. ومن قتل دون أهله، فهو شهيد".

                                                                                                                              وفي آخر صحيح: " من قتل دون سيفه فهو شهيد".

                                                                                                                              قال أهل العلم: المراد بشهادة هؤلاء كلهم - غير المقتول في سبيل الله -: أنهم يكون لهم في الآخرة ثواب الشهداء. وأما في الدنيا فيغسلون ويصلى عليهم. وأن الشهداء ثلاثة أقسام؛ شهيد في الدنيا والآخرة. وهو المقتول في حرب الكفار.

                                                                                                                              وشهيد في الآخرة، دون أحكام الدنيا. وهم هؤلاء المذكورون هنا.

                                                                                                                              وشهيد في الدنيا، دون الآخرة. وهو من غل في الغنيمة. أو قتل مدبرا. والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية