الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير

                                                                                                                                                                                                                                        ( ولا تصعر خدك للناس ) لا تمله عنهم ولا تولهم صفحة وجهك كما يفعله المتكبرون من الصعر وهو داء يعتري البعير فيلوي عنقه . وقرأ نافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي ولا ( تصاعر ) ، وقرئ «ولا تصعر » والكل واحد مثل علاه وأعلاه وعالاه . ( ولا تمش في الأرض مرحا ) أي فرحا مصدر وقع موقع الحال أي تمرح مرحا أو لأجل المرح وهو البطر . ( إن الله لا يحب كل مختال فخور ) علة للنهي وتأخير الـ ( فخور ) وهو مقابل للمصعر خده والمختال للماشي مرحا لتوافق رؤوس الآي .

                                                                                                                                                                                                                                        ( واقصد في مشيك ) توسط فيه بين الدبيب والإسراع .

                                                                                                                                                                                                                                        وعنه عليه الصلاة والسلام : «سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن » ، وقول عائشة في عمر رضي الله عنهما كان إذا مشى أسرع فالمراد ما فوق دبيب المتماوت ، وقرئ بقطع الهمزة من أقصد الرامي إذا سدد سهمه نحو الرمية . ( واغضض من صوتك ) وانقص منه واقصر . ( إن أنكر الأصوات ) أوحشها . ( لصوت الحمير ) والحمار مثل في الذم سيما نهاقه ولذلك يكنى عنه فيقال طويل الأذنين ، وفي تمثيل الصوت المرتفع بصوته ثم إخراجه مخرج الاستعارة مبالغة شديدة وتوحيد الصوت لأن المراد تفضيل الجنس في النكير دون الآحاد أو لأنه مصدر في الأصل .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية