الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار ( 14 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : هذا العقاب الذي عجلته لكم ، أيها الكافرون المشاقون لله ورسوله ، في الدنيا ، من الضرب فوق الأعناق منكم ، وضرب [ ص: 434 ] كل بنان ، بأيدي أوليائي المؤمنين ، فذوقوه عاجلا واعلموا أن لكم في الآجل والمعاد عذاب النار .

ولفتح " أن " من قوله : ( وأن للكافرين ) ، من الإعراب وجهان :

أحدهما الرفع ، والآخر : النصب .

فأما الرفع ، فبمعنى : ذلكم فذوقوه ، ذلكم وأن للكافرين عذاب النار بنية تكرير " ذلكم " ، كأنه قيل : ذلكم الأمر ، وهذا .

وأما النصب : فمن وجهين : أحدهما : ذلكم فذوقوه ، واعلموا ، أو : وأيقنوا أن للكافرين فيكون نصبه بنية فعل مضمر ، قال الشاعر :


ورأيت زوجك في الوغى متقلدا سيفا ورمحا

بمعنى : وحاملا رمحا .

والآخر : بمعنى : ذلكم فذوقوه ، وبأن للكافرين عذاب النار ثم حذفت " الباء " ، فنصبت . [ ص: 435 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية