الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              [ ص: 113 ] سورة الفتح [ فيها خمس آيات ]

                                                                                                                                                                                                              الآية الأولى قوله تعالى : { قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما } .

                                                                                                                                                                                                              فيها خمس مسائل : المسألة الأولى : قوله { قل للمخلفين } قيل : هم الذين تخلفوا عن الحديبية ، وهم خمس قبائل : جهينة ، ومزينة ، وأشجع ، وغفار ، وأسلم : { ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد } وهي : المسألة الثانية : في تعيينهم ثلاثة أقوال : أحدها أنهم فارس والروم .

                                                                                                                                                                                                              الثاني أنهم بنو حنيفة مع مسيلمة الكذاب .

                                                                                                                                                                                                              الثالث أنهم هوازن وغطفان يوم حنين ; تقاتلونهم أو يسلمون ; وهذا يدل على أنهم باليمامة لا بفارس ولا بالروم وهي : المسألة الثالثة : لأن الذي تعين عليه القتال حتى يسلم من غير قبول جزية هم العرب في أصح الأقوال والمرتدون .

                                                                                                                                                                                                              فأما فارس والروم فلا يقاتلون حتى يسلموا ; بل إن بذلوا الجزية قبلت منهم ، وجاءت الآية معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم وإخبارا بالغيب الآتي ، وهي : المسألة الرابعة : ودلت على إمامة أبي بكر وعمر ، وهي : [ ص: 114 ] المسألة الخامسة لأن الداعي لهم كان أبا بكر في قتال بني حنيفة ، وهو استخلف عمر ، وعمر كان الداعي لهم إلى قتال فارس والروم ، وخرج علي تحت لوائه [ وأخذ سهمه من غنيمته واستولد حنيفة الحنفية ولده محمدا ] ، ولو كانت إمامة باطلة وغنيمة حراما لما جاز عندهم وطء علي لها ; لأنه عندهم معصوم من جميع الذنوب .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية