الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  فضيلة كظم الغيظ :

                                                                  قال الله تعالى : ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) [ آل عمران : 133 ، 134 ] دلت الآية على أن الكاظمين من المتقين ، وأن مغفرة ربهم تنالهم ، وجنته أعدت لهم ، فما أفضل هذا الجزاء . وقال - صلى الله عليه وسلم - : " من كف غضبه كف الله عنه عذابه ، ومن اعتذر إلى ربه قبل الله عذره ، ومن خزن لسانه ستر الله عورته " وقال - صلى الله عليه وسلم - : " أشدكم من غلب نفسه عند الغضب ، وأحلمكم من عفا عند القدرة " .

                                                                  وروي أن رجلا من جفاة الأعراب قال " لعمر " رضي الله عنه : " والله ما تقضي بالعدل ، ولا تعطي الجزل " ، فغضب " عمر " حتى عرف ذلك في وجهه ، فقال له رجل : يا أمير المؤمنين ألم تسمع قول الله تعالى : ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) [ الأعراف : 199 ] وإن هذا من الجاهلين ، فسكن عمر رضي الله عنه وعفا عنه .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية