الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ خضض ]

                                                          خضض : الخضض : السقط في المنطق ، ويوصف به فيقال : منطق خضض . والخضض : الخرز الأبيض الصغار الذي تلبسه الإماء ; قال الشاعر :


                                                          وإن قروم خطمة أنزلتني بحيث يرى ، من الخضض ، الخروت



                                                          وهذا مثل قول أبي الطمحان القيني :


                                                          أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم     دجى الليل ، حتى نظم الجزع ثاقبه



                                                          والخضاض : الشيء اليسير من الحلي ; وأنشد القناني :


                                                          ولو أشرفت من كفة الستر عاطلا     لقلت : غزال ما عليه خضاض



                                                          قال ابن بري : ومثله قول الآخر :


                                                          جارية ، في رمضان الماضي     تقطع الحديث بالإيماض
                                                          مثل الغزال زين بالخضاض     قباء ذات كفل رضراض



                                                          [ ص: 92 ] والخضاض : الأحمق . ورجل خضاض وخضاضة أي : أحمق . ومكان خضيض وخضاخض : مبلول بالماء ، وقيل : هو الكثير الماء والشجر ; قال ابن وداعة الهذلي :


                                                          خضاخضة بخضيع السيو     ل قد بلغ الماء جرجارها



                                                          وهذا البيت أورد الجوهري عجزه :


                                                          قد بلغ السيل حذفارها



                                                          وقال ابن بري : إن البيت لحاجز بن عوف ، وحذفارها : أعلاها . الليث : خضخضت الأرض إذا قلبتها حتى يصير موضعها مثارا رخوا إذا وصل الماء إليها أنبتت . والخضيض : المكان المتترب تبله الأمطار . والخضخضة : أصلها من خاض يخوض لا من خض يخض . يقال : خضخضت دلوي في الماء خضخضة . وخضخض الحمار الأتان إذا خالطها ؛ وأصله من خاض يخوض إذا دخل الجوف من سلاح وغيره ; ومنه قول الهذلي :


                                                          فخضخضت صفني في جمه     خياض المدابر قدحا عطوفا



                                                          ألا تراه جعل مصدره الخياض وهو فعال من خاض ؟ والخضخضة : تحريك الماء ونحوه . وخضخض الماء ونحوه : حركه ، خضخضته فتخضخض . والخضخاض : ضرب من القطران تهنأ به الإبل ، وقيل : هو ثفل النفط ، وهو ضرب من الهناء ; وأنشد ابن بري لرؤبة :


                                                          كأنما ينضخن بالخضخاض



                                                          وكل شيء يتحرك ولا يصوت خثورة يقال : إنه يتخضخض حتى يقال وجأه بالخنجر فخضخض به بطنه . قال أبو منصور : الخضخاض الذي تهنأ به الجربى ضرب من النفط أسود رقيق لا خثورة فيه وليس بالقطران ؛ لأن القطران عصارة شجر معروف ، وفيه خثورة يداوى به دبر البعير ولا يطلى به الجرب ، وشجره ينبت في جبال الشام يقال له العرعر ، وأما الخضخاض ؛ فإنه دسم رقيق ينبع من عين تحت الأرض . وبعير خضاخض وخضخض وخضخض : يتمخض من لين البدن والسمن ، وكذلك النبت إذا كان كثير الماء . قال الفراء : نبت خضخض وخضاخض كثير الماء ناعم ريان . ورجل خضخض : يتخضخض من السمن ، وقيل : هو العظيم الجنبين . الأزهري : الخضاخض من الرجال الضخم الحسن مثل قناقن وقناقن . والخضاض : المداد ونقس الدواة الذي يكتب به وربما جاء بكسر الخاء . والخضاض : مخنقة السنور . والخضض : ألوان الطعام . وقال شمر في كتابه في الرياح : الخضاخض زعم أبو خيرة أنها شرقية تهب من المشرق ولم يعرفها أبو الدقيش ، وزعم المنتجع أنها تهب بين الصبا والدبور وهي الشرقية أيضا والأير ; وقول النابغة يصف ملكا :


                                                          وكانت له ربعية يحذرونها     إذا خضخضت ماء السماء القنابل



                                                          قال الأصمعي : ربعية غزوة في أول أوقات الغزو وذلك في بقية من الشتاء ، إذا خضخضت ماء السماء القنابل ، يقول : إذا وجدت الخيل ماء في الأرض ناقعا تشربه فتقطع به الأرض وكان لها صلة في الغزو ; قال :


                                                          لو وصل الغيث لأبنين امرأ     كانت له قبة سحق بجاد



                                                          يقول : يفرق عليه فيخر بيته ، قبته ، فيتخذ بيتا من سحق بجاد بعد أن كانت له قبة . وقال في المضاعف : الخضخضة صورته صورة المضاعف ، وأصلها معتل . والخضخضة المنهي عنها في الحديث : هو أن يوشي الرجل ذكره حتى يمذي . وسئل ابن عباس عن الخضخضة فقال : هو خير من الزنا ونكاح الأمة خير منه ، وفسر الخضخضة بالاستمناء ، وهو استنزال المني في غير الفرج ، وأصل الخضخضة التحريك ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية