الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 139 ] قوله: ولما ورد ماء مدين ؛ " مدين " ؛ في موضع خفض؛ ولكنه لا ينصرف؛ لأنه اسم للبقعة؛ ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ؛ " أمة " : جماعة؛ ووجد من دونهم امرأتين تذودان ؛ أي: تذودان غنمهما عن أن تقرب موضع الماء؛ لأنها يطردها عن الماء من هو على السقي أقوى منهما؛ قال ما خطبكما ؛ أي: " ما أمركما؟ " ؛ معناه: " ما تخطبان؟ " ؛ أي: " ما تريدان بذودكما غنمكما عن الماء؟ " ؛ " قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء " ؛ وقرئت: حتى يصدر الرعاء ؛ بضم الياء؛ وكسر الدال؛ أي: لا نقدر أن نسقي حتى ترد الرعاة غنمهم؛ وقد شربت؛ فيخلو الموضع؛ فنسقي؛ فمن قرأ: " يصدر " ؛ بضم الدال؛ فمعناه: حتى يرجع الرعاء؛ و " الرعاء " : جمع " راع " ؛ كما يقال: " صاحب " ؛ و " صحاب " ؛ وقوله: وأبونا شيخ كبير ؛ الفائدة في قوله: وأبونا شيخ كبير ؛ أي: لا يمكنه أن يرد؛ ويسقي؛ فلذلك احتجنا؛ ونحن نساء؛ أن نسقي؛

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية