الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون ؛ [ ص: 322 ] " آياته " : علاماته؛ ودلالاته على ما فرض عليكم؛ أي: مثل هذا البيان يبين لكم ما هو فرض عليكم؛ وما فرض عليكم؛ ومعنى لعلكم تعقلون ؛ معنى يحتاج إلى تفسير يبالغ فيه؛ لأن أهل اللغة والتفسير أخبروا في هذا بما هو ظاهر؛ وحقيقة هذا أن العاقل ههنا هو الذي يعمل بما افترض عليه؛ لأنه إن فهم الفرض ولم يعمل به؛ فهو جاهل؛ ليس بعاقل؛ وحقيقة العقل هو استعمال الأشياء المستقيمة متى علمت؛ ألا ترى إلى قوله - عز وجل -: إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب ؟ لو كان هؤلاء جهالا غير مميزين البتة لسقط عنهم التكليف؛ لأن الله لا يكلف من لا يميز؛ ويقال: جهال؛ وإن كانوا مميزين؛ لأنهم آثروا هواهم على ما علموا أنه الحق.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية