الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وسلام [أي -] أي سلام عليه منا يوم ولد من كل سوء يلحق بالولادة وما بعدها في شيء من أمر الدين ويوم يموت من كرب الموت وما بعده، ولعله نكر السلام لأنه قتل فما سلم بدنه بخلاف ما يأتي في عيسى عليه الصلاة والسلام ويوم يبعث من كل ما يخاف بعد ذلك حيا حياة هي الحياة للانتفاع بها، إجابة لدعوة أبيه في أن يكون رضيا، وخص هذه الأوقات لأن من سلم فيها سلم في غيرها لأنها أصعب منه; أخرج الطبراني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل بني آدم يلقى [الله -] يوم القيامة بذنب وقد يعذبه عليه إن شاء أو يرحمه إلا يحيى بن زكريا عليهما السلام فإنه كان سيدا وحصورا ونبيا من الصالحين، وأهوى النبي صلى الله عليه وسلم إلى قذاة من الأرض فأخذها وقال: ذكره مثل هذه القذاة

                                                                                                                                                                                                                                      قال الهيثمي: وفيه حجاج بن سليمان الرعيني وثقه ابن حبان [وغيره وضعفه أبو زرعة وغيره، وبقية رجاله ثقات -]، وأخرجه أيضا عن عبد الله بن عمرو وابن عباس رضي الله عنهم، لكن ليس فيه [ ص: 181 ] ذكر الذكر، ولفظ ابن عباس رضي الله عنهما: كنت في حلقة [في -] المسجد نتذاكر فضائل الأنبياء - فذكره حتى قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ينبغي أن يكون أحد خيرا من يحيى بن زكريا، قلنا: يا رسول الله! وكيف ذاك؟ قال: ألم تسمعوا الله كيف نعته في القرآن؟ يا يحيى خذ الكتاب - إلى قوله: [حيا -]، مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين لم يعمل سيئة ولم يهم بها. ورواه أيضا البزار وفيه علي بن زيد بن جدعان ضعفه الجمهور - وقد [وثق -]، وبقية رجاله ثقات. وأشار سبحانه بالتنقل في هذه الأطوار إلى موضع الرد على من ادعى لله ولدا من حيث إن ذلك قاض على الولد نفسه وعلى أبيه بالحاجة، وذلك مانع لكل من الولد والوالد من الصلاحية لمرتبة الإلهية المنزهة عن الحاجة، وقد مضى في آل عمران ما تجب مراجعته.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية