الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 175 ] سورة العلق

                                                                                                                                                                                                                                      وتسمى: سورة القلم، وسورة العلق، وهي مكية بإجماعهم

                                                                                                                                                                                                                                      وهي أول ما نزل من القرآن . وقيل: إنها نزلت عليه في أول الوحي خمس آيات منها، ثم نزل باقيها في أبي جهل .

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                      اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: اقرأ قرأ أبو جعفر بتخفيف الهمزة في الحرفين . قال أبو عبيدة: المعنى: " اقرأ باسم ربك " والباء زائدة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال المفسرون: المعنى: اذكر اسمه مستفتحا به قراءتك . وإنما قال تعالى: الذي خلق لأن الكفار كانوا يعلمون أنه الخالق دون أصنامهم . والإنسان هاهنا: ابن آدم . والعلق: جمع علقة، وقد بيناها في سورة " الحج " قال الفراء: لما كان الإنسان في معنى الجمع جمع العلق مع مشاكلة رؤوس الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 176 ] قوله تعالى: اقرأ تقرير للتأكيد . ثم استأنف فقال تعالى: وربك الأكرم قال الخطابي: الأكرم: الذي لا يوازيه كرم، ولا يعادله في الكرم نظير . وقد يكون الأكرم بمعنى الكريم، كما جاء الأعز والأطول بمعنى العزيز والطويل . وقد سبق تفسير الكريم .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: الذي علم بالقلم أي: علم الإنسان الكتابة بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم من الخط، والصنائع، وغير ذلك . وقيل: المراد بالإنسان هاهنا: محمد صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية