الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 536 ] القول في تأويل قوله ( قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين ( 38 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : " قل " ، يا محمد ، " للذين كفروا " ، من مشركي قومك " إن ينتهوا " ، عما هم عليه مقيمون من كفرهم بالله ورسوله ، وقتالك وقتال المؤمنين ، فينيبوا إلى الإيمان يغفر الله لهم ما قد خلا ومضى من ذنوبهم قبل إيمانهم وإنابتهم إلى طاعة الله وطاعة رسوله بإيمانهم وتوبتهم " وإن يعودوا " ، يقول : وإن يعد هؤلاء المشركون لقتالك بعد الوقعة التي أوقعتها بهم يوم بدر فقد مضت سنتي في الأولين منهم ببدر ، ومن غيرهم من القرون الخالية ، إذ طغوا وكذبوا رسلي ولم يقبلوا نصحهم ، من إحلال عاجل النقم بهم ، فأحل بهؤلاء إن عادوا لحربك وقتالك ، مثل الذي أحللت بهم . * * *

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

* ذكر من قال ذلك :

16070 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : " فقد مضت سنة الأولين " ، في قريش يوم بدر ، وغيرها من الأمم قبل ذلك .

16071 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد مثله . [ ص: 537 ]

16072 - حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

16073 - حدثني ابن وكيع قال ، حدثنا ابن نمير ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : " فقد مضت سنة الأولين " ، قال : في قريش وغيرها من الأمم قبل ذلك .

16074 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال في قوله : " قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا " لحربك " فقد مضت سنة الأولين " ، أي : من قتل منهم يوم بدر .

16075 - حدثني محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن المفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي : " وإن يعودوا " ، لقتالك " فقد مضت سنة الأولين " ، من أهل بدر . * * *

التالي السابق


الخدمات العلمية