الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3544 باب في قوله صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                              لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، حتى تقوم الساعة

                                                                                                                              وقال النووي : ( باب قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خالفهم") .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 65 جـ 13 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ (عن ثوبان ) رضي الله عنه؛ (قال: قال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ) ] .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              المراد "بأمر الله ": الريح، التي تأتي فتأخذ روح كل مؤمن ومؤمنة.

                                                                                                                              وأما هذه الطائفة؛ فقال البخاري : هم أهل العلم.

                                                                                                                              وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهل الحديث، فلا أدري [ ص: 518 ] من هم ؟ قال عياض : إنما أاد أحمد: " أهل السنة والجماعة "، ومن يعتقد مذهب أهل الحديث.

                                                                                                                              قال النووي : ويحتمل أن هذه الطائفة، مفرقة بين أنواع المؤمنين؛ منهم: شجعان مقاتلون. ومنهم: فقهاء. ومنهم: محدثون. ومنهم: زهاد، وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر. ومنهم: أهل أنواع أخرى من الخير. ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين. بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض.

                                                                                                                              قال: وفي هذا الحديث: معجزة ظاهرة. فإن هذا الوصف ما زال بحمد الله تعالى، من زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الآن. ولا يزال حتى يأتي أمر الله المذكور في الحديث. انتهى.

                                                                                                                              قلت: والحديث يشمل بعمومه: ملوك الإسلام الظاهرين على أهل الكفر أيضا " إن شاء الله تعالى ".

                                                                                                                              قال النووي : وفيه دليل لكون الإجماع "حجة ". وهو أصح ما استدل به له، من الحديث. وأما حديث: " لا تجتمع أمتي على ضلالة "، فضعيف. انتهى.

                                                                                                                              وأقول: لا دليل فيه على كون الإجماع " حجة "، بوجه من الوجوه. وإنما فيه: إخبار بوجود طائفة حقة، حتى تقوم الساعة. والحديث الثاني ضعيف، كما قال. فلا حجة فيه أيضا.




                                                                                                                              الخدمات العلمية