الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
باب فضل العفو عن الاقتصاص والشفاعة في ذلك nindex.php?page=treesubj&link=20043 3025 - عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=34499ما عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا } رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم والترمذي وصححه
3026 - وعن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=34415ما رفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر فيه القصاص إلا أمر فيه بالعفو } رواه الخمسة إلا الترمذي
3027 - وعن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { nindex.php?page=hadith&LINKID=34670ما من رجل يصاب بشيء في جسده فيتصدق به إلا رفعه الله به درجة وحط به عنه خطيئة } رواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه والترمذي
3028 - وعن nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { nindex.php?page=hadith&LINKID=17133 : ثلاث والذي نفس محمد بيده إن كنت لحالفا عليهن : لا ينقص مال من صدقة فتصدقوا ولا يعفو عبد عن مظلمة يبتغي بها وجه الله عز وجل إلا زاده الله بها عزا يوم القيامة ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر } رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد
[ ص: 39 ] حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس سكت عنه أبو داود والمنذري ، وإسناده لا بأس به . وحديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء هو من رواية nindex.php?page=showalam&ids=11865أبي السفر عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، ولا أعرف nindex.php?page=showalam&ids=11865لأبي السفر سماعا من nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء nindex.php?page=showalam&ids=11865 . وأبو السفر اسمه سعيد بن أحمد ، ويقال : ابن محمد الثوري ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف أخرجه أيضا أبو يعلى nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار ، وفي إسناده رجل لم يسم . وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه وقال : إن الرواية هذه أصح ، ويشهد لصحته ما ورد من الأحاديث في الترغيب في الصدقة والتنفير عن المسألة وقد تقدمت ، وأما فضل العفو المذكور فيه فهو مثل حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة المذكور في الباب ، والترغيب في العفو ثابت بالأحاديث الصحيحة ونصوص القرآن الكريم ، ولا خلاف في مشروعية العفو في الجملة .
وإنما وقع الخلاف فيما هو nindex.php?page=treesubj&link=20043الأولى للمظلوم هل العفو عن ظالمه أو الترك ؟ فمن رجح الأول قال : إن الله سبحانه لا يندب عباده إلى العفو إلا ولهم فيه مصلحة راجحة على مصلحة الانتصاف من الظالم ، فالعافي له من الأجر بعفوه عن ظالمه فوق ما يستحقه من العوض عن تلك المظلمة من أخذ أجر أو وضع وزر لو لم يعف عن ظالمه . ومن رجح الثاني قال : إنا لا نعلم هل عوض المظلمة أنفع للمظلوم أم أجر العفو ؟ ومع التردد في ذلك ليس إلى القطع بأولوية العفو طريق . ويجاب بأن غاية هذا عدم الجزم بأولوية العفو لا الجزم بأولوية الترك الذي هو الدعوى ثم الدليل قائم على أولوية العفو ، لأن الترغيب في الشيء يستلزم راجحيته ، ولا سيما إذا نص الشارع على أنه من موجبات رفع الدرجات وحط الخطيئات وزيادة العز كما وقع في أحاديث الباب ونحن لا ننكر أن للمظلوم الذي لم يعف عن ظلامته عوضا عنها ، فيأخذ من حسنات ظالمه أو يضع عليه من سيئاته ، ولكنه لا يساوي الأجر الذي يستحقه العافي لأن الندب إلى العفو والإرشاد إليه والترغيب فيه يستلزم ذلك ، وإلا لزم أن يكون ما هو بتلك الصفة مساويا أو مفضولا فلا يكون للدعاء إليه فائدة على فرض المساواة أو يكون مضرا بالعافي على فرض أن العفو مفضول لأنه كان سببا في نقصان ما يستحقه من عوض المظلمة ، واللازم باطل فالملزوم مثله .
[ ص: 39 ] حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس سكت عنه أبو داود والمنذري ، وإسناده لا بأس به . وحديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء هو من رواية nindex.php?page=showalam&ids=11865أبي السفر عن nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، ولا أعرف nindex.php?page=showalam&ids=11865لأبي السفر سماعا من nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء nindex.php?page=showalam&ids=11865 . وأبو السفر اسمه سعيد بن أحمد ، ويقال : ابن محمد الثوري ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف أخرجه أيضا أبو يعلى nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار ، وفي إسناده رجل لم يسم . وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه وقال : إن الرواية هذه أصح ، ويشهد لصحته ما ورد من الأحاديث في الترغيب في الصدقة والتنفير عن المسألة وقد تقدمت ، وأما فضل العفو المذكور فيه فهو مثل حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة المذكور في الباب ، والترغيب في العفو ثابت بالأحاديث الصحيحة ونصوص القرآن الكريم ، ولا خلاف في مشروعية العفو في الجملة .
وإنما وقع الخلاف فيما هو nindex.php?page=treesubj&link=20043الأولى للمظلوم هل العفو عن ظالمه أو الترك ؟ فمن رجح الأول قال : إن الله سبحانه لا يندب عباده إلى العفو إلا ولهم فيه مصلحة راجحة على مصلحة الانتصاف من الظالم ، فالعافي له من الأجر بعفوه عن ظالمه فوق ما يستحقه من العوض عن تلك المظلمة من أخذ أجر أو وضع وزر لو لم يعف عن ظالمه . ومن رجح الثاني قال : إنا لا نعلم هل عوض المظلمة أنفع للمظلوم أم أجر العفو ؟ ومع التردد في ذلك ليس إلى القطع بأولوية العفو طريق . ويجاب بأن غاية هذا عدم الجزم بأولوية العفو لا الجزم بأولوية الترك الذي هو الدعوى ثم الدليل قائم على أولوية العفو ، لأن الترغيب في الشيء يستلزم راجحيته ، ولا سيما إذا نص الشارع على أنه من موجبات رفع الدرجات وحط الخطيئات وزيادة العز كما وقع في أحاديث الباب ونحن لا ننكر أن للمظلوم الذي لم يعف عن ظلامته عوضا عنها ، فيأخذ من حسنات ظالمه أو يضع عليه من سيئاته ، ولكنه لا يساوي الأجر الذي يستحقه العافي لأن الندب إلى العفو والإرشاد إليه والترغيب فيه يستلزم ذلك ، وإلا لزم أن يكون ما هو بتلك الصفة مساويا أو مفضولا فلا يكون للدعاء إليه فائدة على فرض المساواة أو يكون مضرا بالعافي على فرض أن العفو مفضول لأنه كان سببا في نقصان ما يستحقه من عوض المظلمة ، واللازم باطل فالملزوم مثله .