الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ابن هاشم

واسم هاشم عمرو ، وكنيته أبو نضلة ، وإنما قيل له هاشم لأنه أول من هشم الثريد لقومه بمكة وأطعمه .

قال ابن الكلبي : كان هاشم أكبر ولد عبد مناف ، والمطلب أصغرهم ، أمه عاتكة بنت مرة السلمية ، ونوفل ، وأمه واقدة ، وعبد شمس ، فسادوا كلهم ، وكان يقال لهم المجبرون . وهم أول من أخذ لقريش العصم ، فانتشروا من الحرم ، أخذ لهم هاشم حبلا من الروم وغسان بالشام ، وأخذ لهم عبد شمس حبلا من النجاشي بالحبشة ، وأخذ لهم نوفل حبلا من الأكاسرة بالعراق ، وأخذ لهم المطلب حبلا من حمير [ ص: 619 ] باليمن ، فاختلفت قريش بهذا السبب إلى هذه النواحي ، فجبر الله بهم قريشا .

وقيل : إن عبد شمس وهاشما توأمان ، وإن أحدهما ولد قبل الآخر وإصبع له ملتصقة بجبهة صاحبه فنحيت ، فسال الدم ، فقيل يكون بينهما دم .

وولي هاشم بعد أبيه عبد مناف ما كان إليه من السقاية والرفادة ، فحسده أمية بن عبد شمس على رياسته ولإطعامه ، فتكلف أن يصنع صنيع هاشم ، فعجز عنه ، فشمت به ناس من قريش ، فغضب ونال من هاشم ودعاه إلى المنافرة ، فكره هاشم ذلك لسنه وقدره ، فلم تدعه قريش حتى نافره على خمسين ناقة والجلاء عن مكة عشر سنين ، فرضي أمية وجعلا بينهما الكاهن الخزاعي ، وهو جد عمرو بن الحمق ، ومنزله بعسفان .

وكان مع أمية همهمة بن عبد العزى الفهري ، وكانت ابنته عند أمية ، فقال الكاهن : " والقمر الباهر ، والكوكب الزاهر ، والغمام الماطر ، وما بالجو من طائر ، وما اهتدى بعلم مسافر ، من منجد وغائر ، لقد سبق هاشم أمية إلى المآثر ، أول منه وآخر ، وأبو همهمة بذلك خابر " . فقضى لهاشم بالغلبة ، وأخذ هاشم الإبل فنحرها وأطعمها ، وغاب أمية عن مكة بالشام عشر سنين . فكانت هذه أول عداوة وقعت بين هاشم وأمية .

وكان يقال لهاشم والمطلب البدران لجمالهما .

ومات هاشم بغزة وله عشرون سنة ، وقيل : خمس وعشرون سنة .

[ ص: 620 ] وهو أول من مات من بني عبد مناف ثم مات عبد شمس بمكة فقبر بأجياد . ثم مات ، نوفل بسلمان من طريق العراق . ثم مات المطلب بردمان من أرض اليمن وكانت الرفادة والسقاية بعد هاشم إلى أخيه المطلب لصغر ابنه عبد المطلب بن هاشم .

التالي السابق


الخدمات العلمية