الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : والقمر قدرناه الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وأبو الشيخ عن قتادة في قوله : والقمر قدرناه منازل الآية، قال : قدره الله منازل، فجعل ينقص حتى كان مثل عذق النخلة، فشبهه بذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الخطيب في كتاب "النجوم" عن ابن عباس في قوله : والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم قال : في ثمانية وعشرين منزلا ينزلها القمر في كل شهر، أربعة عشر منها شامية، وأربعة عشر منها يمانية، فأولها الشرطين والبطين والثريا والدبران والهقعة والهنعة والذراع والنثرة، والطرف والجبهة والزبرة، والصرفة، والعواء، والسماك، وهو آخر الشامية، والغفر، والزبانيين، والإكليل والقلب والشولة والنعائم، والبلدة، وسعد الذابح، وسعد بلع، وسعد السعود، وسعد الأخبية، ومقدم الدلو، ومؤخر الدلو، والحوت، وهو آخر اليمانية، فإذا سار هذه الثمانية والعشرين منزلا، عاد كالعرجون القديم كما كان في أول الشهر .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 350 ] وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : كالعرجون القديم يعني أصل العذق العتيق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير عن مجاهد في قوله : كالعرجون القديم . قال : عرجون النخل اليابس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر عن قتادة في قوله : كالعرجون القديم قال : هو عذق النخلة اليابس المنحني .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن الحسن في قوله : كالعرجون القديم . قال : كعذق النخلة إذا قدم فانحنى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن الحسين بن الوليد قال : أعتق رجل كل غلام له قديم فسئل يعقوب، فقال : من كان لسنة فهو حر، قال الله : حتى عاد كالعرجون القديم فهو لسنة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية