الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3551 باب منه

                                                                                                                              وهو في النووي في: (الباب المتقدم) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 68 جـ 13 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ (عن سعد بن أبي وقاص ) رضي الله عنه؛ (قال: قال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم "لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة ") ] .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              قال النووي : قال علي بن المديني: المراد بأهل الغرب: "العرب".

                                                                                                                              والمراد بالغرب: " الدلو الكبير "، لاختصاصها بهم غالبا.

                                                                                                                              وقال آخرون: المراد به: الغرب من الأرض.

                                                                                                                              [ ص: 524 ] وقال معاذ: هم بالشام. وجاء في حديث آخر: هم ببيت المقدس.

                                                                                                                              وقيل: هم أهل الشام وما وراء ذلك.

                                                                                                                              قال عياض : وقيل: المراد بأهل الغرب: أهل الشدة والجلد. وغرب كل شيء: " حده ". انتهى.

                                                                                                                              قلت: إن تعين أنهم أهل الغرب من الأرض، فمصداق الحديث في زماننا هذا: " الترك ". فإنهم ملوك الشام والقدس، في هذا العصر. وهذا الحديث ورد مقيدا.

                                                                                                                              ومن الأحاديث المطلقة: حديث المغيرة، عند مسلم، بلفظ: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: لن يزال قوم من أمتي ظاهرين على الناس، حتى يأتيهم أمر الله، وهم ظاهرون " .

                                                                                                                              ومنها: حديث سمرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ قال: "لن يبرح هذا الدين قائما، يقاتل عليه عصابة من المسلمين، حتى تقوم الساعة " .

                                                                                                                              ومنها: حديث جابر بن عبد الله؛ " يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين إلى يوم القيامة " .

                                                                                                                              [ ص: 525 ] ومنها: حديث عمير بن هانئ؛ " قال: سمعت معاوية على المنبر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس".

                                                                                                                              وفي رواية أخرى عنه؛ " قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم، إلى يوم القيامة ".

                                                                                                                              "وناوأهم " بهمزة بعد الواو: أي: عاداهم.

                                                                                                                              وهذه تسعة أحاديث رواها مسلم في صحيحه، في أبواب متفرقة، وكل واحد منها يدل على بقاء الدين، إلى قيام الساعة، وظهور أهل الحق على الناس كلهم، وقتال عصابة من المسلمين أعداءهم في الدين، وأن عداوتهم لا تضرهم. وهذه معجزة بينة لقوم يعلمون، وبشارة واضحة للذين ينتظرون.




                                                                                                                              الخدمات العلمية