الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا [ ص: 4688 ] أى أنهم يكونون منقطعين للنار؛ مخلدين فيها؛ لا يشفع لهم شافع؛ كما قال (تعالى): ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ؛ وقوله (تعالى): لا يملكون الشفاعة أي: لا يتمكنون من أن يشفع شفيع؛ فلا يقبل عدل؛ ولا تنفعهم شفاعة؛ ثم قال (تعالى): إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا الاستثناء هنا منقطع؛ قد قوبل فيه حالهم بحال المؤمنين؛ ومعنى الاستثناء هنا: لكن من اتخذ عند الله عهدا يشفع له؛ والعهد هنا هو شهادة أن لا إله إلا الله؛ وعبادة الله وحده؛ وهذا العهد تكون به الشفاعة لمن يأذن الله (تعالى) له؛ كما قال (تعالى): يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ؛ وكما قال (تعالى): ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ؛ فلا شفاعة لمن لا يشهد بالحق؛ والشفاعة لمن شهد بالحق لمن يأذن الله (تعالى) له بالشفاعة؛ وقال (تعالى): وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية