الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة أربع وعشرين وخمسمائة

فمن الحوادث فيها:

[ولاية ابن النرسي الحسبة]

أنه في خامس المحرم ولي ابن النرسي الحسبة ، وعزل أبو عبد الله ابن الرطبي ، وظهرت منه زلات كثيرة ، وطولب بخمسمائة دينار .

قال شيخنا أبو الفضل بن ناصر: وكانت زلزلة عظيمة هائلة في [ليلة الجمعة] السادس عشر من ربيع الأول سنة أربع وعشرين ، وكان ذلك في آخر شباط ، وكنت في المسجد بين العشاءين فماجت الأرض مرارا كثيرة من اليمين عن القبلة إلى الشمال ، فلو دامت هلك الناس ، ووقعت دور كثيرة ومساكن في الجانب الشرقي والغربي ، ثم حدث موت محمود وفتن وحروب .

ووردت الأخبار في العشر الأخير من جمادى الأولى أنه ارتفع سحاب عظيم ببلد الموصل فأمطر مطرا كثيرا .

[هدم تاج الخليفة على دجلة]

وفي هذه السنة: أمر بهدم تاج الخليفة على دجلة لأنه أشرف على الوقوع ، فلما نقض وجد في أعلاه في الركن الشمالي مصحف جامع قد جعل في غلاف من ساج ولبس بصحائف الرصاص في رق بخط كوفي ، فلم يعلم لذلك معنى إلا أن يكون للتبرك به ، ثم أعيد بناء التاج في تمام السنة . [ ص: 257 ]

ووصل الخبر بكسر الإفرنج من دمشق ، وأنه قتل في تلك الوقعة عشرة آلاف نفس ولم يفلت منهم سوى أربعين نفرا .

ووصل الخبر بأن خليفة مصر الآمر بأمر الله قتل فوثب عليه غلام له أرمني ، فملك القاهرة وفرق على من تبعه من العسكر مالا عظيما ، وأراد أن يتأمر على العسكر فخالفوه ومضوا إلى ابن الأفضل الذي كان خليفة قبل المقتول فعاهدوه ، وخرج فقصد القاهرة فقتلوا الغلام الذي في القاهرة ، ونهبت ثلاثة أيام وملك ابن الأفضل .

التالي السابق


الخدمات العلمية