الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية الثالثة قوله تعالى : { وفي أموالهم حق للسائل والمحروم } .

                                                                                                                                                                                                              فيها ثلاث مسائل : المسألة الأولى { وفي أموالهم حق } ، وقد بينا في غير موضع هل في المال حق سوى الزكاة أم لا بما يغني عن إعادته هاهنا .

                                                                                                                                                                                                              والأقوى في هذه الآية أنه الزكاة ; لقوله تعالى في سورة : سأل سائل : { والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم } والحق المعلوم هو الزكاة التي بين الشرع قدرها وجنسها ووقتها ، فأما غيرها لمن يقول به فليس بمعلوم ; لأنه غير مقدر ولا مجنس ولا مؤقت . المسألة الثانية قوله : { للسائل } ، وهو المتكفف . المسألة الثالثة قوله : { والمحروم } ، وهو المتعفف ; فبين أن للسائل حق المسألة وللمحروم حق الحاجة .

                                                                                                                                                                                                              وقد روى ابن وهب عن مالك أنه قال الذي يحرم الرزق . وقيل : الذي أصابته جائحة قال تعالى مخبرا عن أصحاب الجنة المحترقة : { قالوا إنا لضالون بل نحن محرومون }

                                                                                                                                                                                                              وفيه أقوال كثيرة ليس لها أصل لم نطول بذكرها ; لأن هذا أصحها ; إذ يقتضي هذا التقسيم أن المحتاج إذا كان منه من يسأل فالقسم الثاني هو الذي لا يسأل ، ويتنوع أحوال المتعفف ، والاسم يعمه كله ، فإذا رأيته فسمه به ، واحكم عليه بحكمه . والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية