الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان في ذلك من أقوال عيسى وأحواله - المنادية بالحاجة للتنقل في أطوار غيره من البشر والكرامة من الله - أعظم البيان عن بعده عما ادعى فيه النصارى من الإلهية واليهود من أنه لغير رشده، نبه على ذلك مشيرا إليه بأداة البعد فقال مبتدئا: ذلك أي الولد العظيم الشأن، العلي الرتبة، الذي هذه أحواله وأقواله البعيدة عن صفة الإله [وصفة من ارتاب في أمره -]; ثم بين اسم الإشارة أو أخبر فقال: عيسى ابن مريم أي وحدها ليس لغيرها فيه بنوة أصلا، وهي من أولاد آدم، فهو كذلك; ثم عظم هذا البيان تعظيما آخر فقال: قول أي هو - أي نسبته إلى مريم فقط - قول الحق أي الذي يطابقه الواقع، أو يكون القول عيسى نفسه كما أطلق عليه في غير هذا الموضع "كلمة" من تسمية المسبب باسم السبب وهو على هذه [ ص: 196 ] القراءة خبر بعد خبر أو بدل أو خبر مبتدإ محذوف، [وعلى قراءة عاصم وابن عامر بالنصب، هو إغراء، أي الزموا ذلك وهو نسبته إلى مريم عليهما السلام وحدها -] ثم عجب من ضلالهم فيه بقوله: الذي فيه يمترون أي يشكون [شكا يتكلفونه ويجادلونه به -] مع أن أمره في غاية الوضوح، ليس موضعا للشك أصلا;

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية