الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد ( 51 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل الملائكة لهؤلاء المشركين الذين قتلوا ببدر ، أنهم يقولون لهم وهم يضربون وجوههم وأدبارهم : "ذوقوا عذاب [ ص: 18 ] الله الذي يحرقكم" ، هذا العذاب لكم ( بما قدمت أيديكم ) ، أي : بما كسبت أيديكم من الآثام والأوزار ، واجترحتم من معاصي الله أيام حياتكم ، فذوقوا اليوم العذاب ، وفي معادكم عذاب الحريق؛ وذلك لكم بأن الله ( ليس بظلام للعبيد ) ، لا يعاقب أحدا من خلقه إلا بجرم اجترمه ، ولا يعذبه إلا بمعصيته إياه؛ لأن الظلم لا يجوز أن يكون منه .

وفي فتح "أن" من قوله : ( وأن الله ) ، وجهان من الإعراب :

أحدهما : النصب ، وهو للعطف على "ما" التي في قوله : ( بما قدمت ) ، بمعنى : ( ذلك بما قدمت أيديكم ) ، وبأن الله ليس بظلام للعبيد ، في قول بعضهم ، والخفض ، في قول بعض .

والآخر : الرفع ، على ( ذلك بما قدمت ) ، وذلك أن الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية