الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              ( 14 ) باب ذكر البيان أن فرض الزكاة كان قبل الهجرة إلى أرض الحبشة ، إذ النبي - صلى الله عليه وسلم - مقيم بمكة قبل هجرته إلى المدينة .

              2260 - حدثنا محمد بن عيسى ، حدثنا سلمة ، يعني ابن الفضل ، قال محمد بن إسحاق ، وهو ابن يسار مولى مخرمة ، وحدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي ، عن أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة قالت : لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها حين جاء النجاشي ، فذكر الحديث بطوله ، وقال في الحديث ، قالت : وكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب ، قال له : " أيها الملك ، كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، [ ص: 1080 ] ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف ، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه ، وصدقه ، وأمانته ، وعفافه ، فدعانا إلى الله لتوحيده ، ولنعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم والدماء ، ونهانا عن الفواحش ، وقول الزور ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنة ، وأن نعبد الله لا نشرك به شيئا ، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام " - قالت : فعدد عليه أمور الإسلام - فصدقناه وآمنا به ، واتبعناه على ما جاء به من عند الله ، فعبدنا الله وحده ، ولم نشرك به ، وحرمنا ما حرم علينا ، وأحللنا ما أحل لنا ، ثم ذكر باقي الحديث " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية