الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3479 باب: الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة

                                                                                                                              وقال النووي : ( باب فضيلة الخيل. وأن الخير معقود بنواصيها) .

                                                                                                                              وهو في المنتقى في: (باب: أن الجهاد فرض كفاية إلخ) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 17 جـ 13 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن جرير بن عبد الله ؛ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوي ناصية فرس بإصبعه، وهو يقول: الخيل معقود بنواصيها الخير، إلى يوم القيامة: الأجر والغنيمة ] .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن جرير بن عبد الله) رضي الله عنه: (قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم يلوي ناصية فرس بإصبعه) .

                                                                                                                              [ ص: 538 ] المراد بالناصية هنا: الشعر المسترسل على الجبهة.

                                                                                                                              قال عياض : فيه استحباب خدمة الرجل فرسه، المعدة للجهاد.

                                                                                                                              (وهو يقول: الخيل معقود بنواصيها الخير، إلى يوم القيامة) المراد بها: المتخذة للغزو، بأن يقاتل عليها، أو ترتبط لأجل ذلك.

                                                                                                                              وعند أحمد، في حديث أسماء بنت يزيد مرفوعا: " الخيل في نواصيها الخير معقودة أبدا إلى يوم القيامة، فمن ربطها عدة في سبيل الله، وأنفق عليها احتسابا: كان شبعها وجوعها، وريها وظمؤها، وأرواثها وأبوالها: فلاحا في موازينه يوم القيامة " .

                                                                                                                              كنى " بالناصية ": عن جميع ذات الفرس. يقال: فلان مبارك الناصية. أو الغرة: أي الذات. ويبعده قوله: " يلوي ناصية فرس إلخ " فيحتمل أن تكون خصت بذلك، لكونها المقدم منها، إشارة إلى أن الفضل في الإقدام بها على العدو، دون المؤخر، لما فيه من الإشارة إلى الإدبار.

                                                                                                                              وفي رواية: " معقوص ". وهما بمعنى. ومعناه: ملوي مضفور فيها.

                                                                                                                              (الأجر والغنيمة) بدل من قوله: " الخير ". أو هو خبر مبتدأ محذوف. أي: هو الأجر والغنيمة.

                                                                                                                              قال الطيبي: يحتمل أن يكون الخير " الذي فسر بالأجر والمغنم ": استعارة لظهوره وملازمته. وخص الناصية: لرفعة قدرها. فكأنه شبهه [ ص: 539 ] - لظهوره -: بشيء محسوس، معقود على ما كان مرتفعا. فنسب إلى الخير لازم المشبه به) . وذكر الناصية، تجريد للاستعارة. قاله الخطابي وغيره.

                                                                                                                              وقالوا: فيه استحباب رباط الخيل، واقتنائها، للغزو وقتال أعداء الله. وأن فضلها وخيرها والجهاد: باق إلى يوم القيامة.

                                                                                                                              قال النووي : وأما الحديث الآخر: "الشؤم قد يكون في الفرس" فالمراد به: غير الخيل المعدة للغزو ونحوه. أو أن الخير والشؤم يجتمعان فيها، فإنه فسر الخير بالأجر والمغنم، ولا يمتنع مع هذا، أن يكون الفرس مما يتشاءم به.




                                                                                                                              الخدمات العلمية