الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3483 باب كراهية الشكال في الخيل

                                                                                                                              وقال النووي : ( باب ما يكره من صفات الخيل) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 18 جـ 13 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ (عن أبي هريرة ) رضي الله عنه؛ (قال : كان رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم يكره الشكال من الخيل ") ] .

                                                                                                                              [ ص: 541 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 541 ] (الشرح)

                                                                                                                              قال أهل العلم: إنما كرهه؛ لأنه على صورة المشكول.

                                                                                                                              وقيل: يحتمل أن يكون قد جرب ذلك الجنس، فلم يكن فيه نجابة .

                                                                                                                              قال بعض العلماء: إذا كان مع ذلك أغر، زالت الكراهة، لزوال شبه الشكال.

                                                                                                                              وفي رواية أخرى: " والشكال: أن يكون الفرس، في رجله اليمنى بياض وفي يده اليسرى، أو في يده اليمنى ورجله اليسرى". قال النووي : هذا التفسير، أحد الأقوال في الشكال. وقال أبو عبيد، وجمهور أهل اللغة والغريب: هو أن يكون منه ثلاث قوائم محجلة، وواحدة مطلقة، تشبيها بالشكال الذي تشكل به الخيل. فإنه يكون في ثلاث قوائم غالبا. قال أبو عبيد: وقد يكون الشكال ثلاث قوائم مطلقة، وواحدة محجلة. قال: ولا تكون المطلقة من الأرجل، أو المحجلة: إلا الرجل.

                                                                                                                              [ ص: 542 ] وقال ابن دريد: " الشكال ": أن يكون محجلا من شق واحد في يده ورجله. فإن كان مخالفا، قيل: الشكال مخالف. قال عياض : قال أبو عمرو المطرز: قيل " الشكال " بياض الرجل اليمنى، واليد اليمنى.

                                                                                                                              وقيل: بياض الرجل اليسرى، واليد اليسرى.

                                                                                                                              وقيل: بياض اليدين. وقيل: بياض الرجلين. وقيل: بياض الرجلين، ويد واحدة.

                                                                                                                              وقيل: بياض اليدين، ورجل واحدة..

                                                                                                                              وفي حديث أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم: قال: (خير الخيل: الأدهم الأقرح الأرثم . ثم الأقرح المحجل طلق اليمين. فإن لم يكن أدهم، فكميت على هذه الشية ". رواه أحمد، وابن ماجه، والترمذي وصححه.

                                                                                                                              [ ص: 543 ] وفي حديث ابن عباس يرفعه: " يمن الخيل في شقرها ". رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي.

                                                                                                                              وفي حديث أبي وهب الجشمي مرفوعا: (" عليكم بكل كميت أغر محجل. أو أشقر أغر محجل. أو أدهم أغر محجل") رواه أحمد، والنسائي، وأبو داود.

                                                                                                                              قلت: " الأقرح " هو الذي في جبهته " قرحة ". وهي بياض يسير في وسطها.

                                                                                                                              " والأرثم"، هو الذي في شفته العليا بياض.

                                                                                                                              "وطلق اليمين" بضم الطاء واللام، أي غير محجلها.

                                                                                                                              " وكميت"، هو الذي لونه أحمر، يخالطه سواد. ويقال: هو أشد الخيل جلودا، وأصلبها حوافر.

                                                                                                                              وهذه الأحاديث: تدل على أن أفضل الخيل: " الأدهم"، المتصف بتلك الصفات. ثم الكميت. والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية