الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا

                                                                                                                                                                                                                                      يرثني صفة لوليا. وقرئ: هو وما عطف عليه بالجزم جوابا للدعاء، أي: يرثني من حيث العلم، والدين، والنبوة. فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا يورثون المال، قال صلى الله عليه وسلم: [ ص: 255 ] " نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركنا صدقة ". وقيل: يرثني الحبورة. وكان عليه السلام حبرا. ويرث من آل يعقوب يقال: ورثه وورث منه لغتان، وآل الرجل خاصته الذين يؤول إليه أمرهم للقرابة، أو الصحبة، أو الموافقة في الدين. وكانت زوجة زكريا أخت أم مريم، أي: ويرث منهم الملك. قيل: هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام. وقال الكلبي ، ومقاتل : هو يعقوب بن ماثان أخو عمران بن ماثان من نسل سليمان عليه السلام، وكان آل يعقوب أخوال يحيى بن زكريا . قال الكلبي : كان بنو ماثان رءوس بني إسرائيل وملوكهم، وكان زكريا رئيس الأحبار يومئذ فأراد أن يرثه ولده حبورته، ويرث من بني ماثان ملكهم. وقرئ: (ويرث وارث آل يعقوب) على أنه حال من المستكن في يرث، وقرئ: (أو يرث آل يعقوب) بالتصغير ففيه إيماء إلى وراثته عليه السلام لما يرثه في حالة صغره، وقرئ: (وارث من آل يعقوب) على أنه فاعل يرثني على طريقة التجريد، أي: يرثني به وارث. وقيل: "من" للتبعيض إذ لم يكن كل آل يعقوب عليه السلام أنبياء، ولا علماء. واجعله رب رضيا مرضيا عندك قولا وفعلا. وتوسيط "رب" بين مفعولي "اجعل" للمبالغة في الاعتناء بشأن ما يستدعيه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية