الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فلما وصل إلى هذا الحد من البيان، كان كأنه قيل: ماذا كان جوابه؟ فقيل: قال مقابلا لذلك الأدب العظيم والحكمة البالغة [ ص: 207 ] الناشئة عن لطافة العلم بغاية الفظاظة الباعث عليها كثافة الجهل، منكرا عليه في جميع ما قال بإنكار ما بعثه عليه من تحقير آلهته: أراغب قدم الخبر لشدة عنايته والتعجيب من تلك الرغبة والإنكار لها، إشارة إلى أنه لا يفعلها أحد; ثم صرح له بالمواجهة بالغلظة فقال: أنت وقال: عن آلهتي بإضافتها إلى نفسه فقط، إشارة إلى مبالغته في تعظيمها; والرغبة عن الشيء: تركه عمدا. ثم ناداه باسمه لا بلفظ البنوة المذكر بالشفقة والعطف زيادة في الإشارة إلى المقاطعة وتوابعها فقال: يا إبراهيم ثم استأنف قوله مقسما: لئن لم تنته عما أنت عليه لأرجمنك أي لأقتلنك، فإن ذلك جزاء المخالفة في الدين، فاحذرني ولا تتعرض لذلك مني وانته واهجرني أي ابعد عني مليا أي زمانا طويلا [لأجل ما صدر منك هذا الكلام -]، وفي ذلك تسلية لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتأسية فيما كان يلقى من الأذى، ويقاسي من قومه من العناء، ومن عمه أبي لهب من الشدائد والبلايا - بأعظم آبائه وأقربهم به شبها

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية