الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قال فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين

                                                                                                                                                                                                "منها" من الجنة. وقيل: من السماوات. وقيل: من الخلقة التي أنت فيها; لأنه كان يفتخر بخلقته، فغير الله خلقته، فاسود بعد ما كان أبيض، وقبح بعد ما كان حسنا، وأظلم بعد ما كان نورانيا. والرجيم: المرجوم. ومعناه: المطرود، كما قيل له: المدحور والملعون; لأن من طرد رمي بالحجارة على أثره. والرجم: الرمي بالحجارة، أو لأن الشياطين يرجمون بالشهب. فإن قلت: قوله: لعنتي إلى يوم الدين كأن لعنة إبليس غايتها يوم الدين ثم تنقطع؟ قلت: كيف تنقطع وقد قال الله تعالى: فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين [الأعراف: 44] ولكن المعنى: أن عليه اللعنة في الدنيا، فإذا كان يوم الدين اقترن له باللعنة ما ينسى عنده اللعنة، فكأنها انقطعت.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية