الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن المعلى ، ثنا محمود بن خالد ، ثنا عمرو بن عبد الواحد ، عن الأوزاعي ، عن حسان بن عطية ، أن أبا الدرداء كان يقول : لا تزالون بخير ما أحببتم خياركم ، وما قيل فيكم بالحق فعرفتموه ، فإن عارف الحق كعامله . رواه ابن المبارك عن الأوزاعي مثله .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، ثنا محمد بن الصباح ، ثنا سفيان ، عن مسعر ، قال : سمعت القاسم بن محمد يقول : كان أبو الدرداء من الذين أوتوا العلم .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا الحسين بن محمد بن حماد ، ثنا عبد الوهاب الحوطي ، ثنا إسماعيل بن عياش ، ثنا ضمضم بن زرعة ، عن شريح بن عبيد أن رجلا قال لأبي الدرداء : يا معشر القراء ما بالكم أجبن منا ، وأبخل إذا سئلتم ، وأعظم لقما إذا أكلتم ؟ فأعرض عنه أبو الدرداء ولم يرد عليه شيئا . فأخبر بذلك عمر بن الخطاب ، فسأل أبا الدرداء [ ص: 211 ] عن ذلك . فقال أبو الدرداء : اللهم غفرا ، وكل ما سمعنا منهم نأخذهم به ؟ فانطلق عمر إلى الرجل الذي قال لأبي الدرداء ما قال ، فأخذ عمر بثوبه وخنقه وقاده إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال الرجل : إنما كنا نخوض ونلعب ، فأوحى الله تعالى إلى نبيه : ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب ) .

              حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا الحميدي ، ثنا سفيان ، عن جعفر بن برقان ، عن ميمون بن مهران ، قال : قال أبو الدرداء : ويل لمن لا يعلم ، ولو شاء الله لعلمه ، وويل لمن يعلم ولا يعمل سبع مرات .

              حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا إسماعيل بن علية ، ثنا أيوب السختياني ، عن أبي قلابة ، قال : قال أبو الدرداء : إنك لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها ، وإنك لا تفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في جنب الله ، ثم ترجع إلى نفسك فتكون لها أشد مقتا منك للناس .

              حدثنا إبراهيم بن عبيد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا الفرج بن فضالة ، عن لقمان بن عامر ، عن أبي الدرداء ، قال : من فقه الرجل رفقه في معيشته .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا داود بن عمرو ، ثنا إسماعيل بن عياش ، حدثني شرحبيل بن مسلم ، عن شريك بن نهيك ، عن أبي الدرداء ، قال : من فقه الرجل ممشاه ومدخله ومخرجه ومجلسه مع أهل العلم .

              حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا يزيد ، أخبرنا أبو سعيد الكندي عمن أخبره عن أبي الدرداء أنه قال : يا حبذا نوم الأكياس وإفطارهم كيف يعيبون سهر الحمقى وصيامهم ؟ ومثقال ذرة من بر صاحب تقوى ويقين أعظم وأفضل وأرجح من أمثال الجبال من عبادة المغترين .

              حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ، ثنا المسعودي ، عن أبي الهيثم ، قال : قال أبو الدرداء : لا تكلفوا الناس ما لم يكلفوا ، ولا تحاسبوا الناس دون ربهم ، ابن آدم عليك نفسك . فإنه من تتبع ما يرى في الناس يطل حزنه ، ولا يشف غيظه .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن شبل ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، [ ص: 212 ] قال : قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه : اعبدوا الله كأنكم ترونه ، وعدوا أنفسكم من الموتى ، واعلموا أن قليلا يغنيكم خير من كثير يلهيكم واعلموا أن البر لا يبلى وأن الإثم لا ينسى .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن أبي سهل ، ثنا عبد الله بن محمد العبسي ، ثنا أبو أسامة ، عن خالد بن دينار ، عن معاوية بن قرة ، قال : قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه : ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ، ولكن الخير أن يعظم حلمك ويكثر علمك ، وأن تباري الناس في عبادة الله عز وجل ، فإن أحسنت حمدت الله تعالى ، وإن أسأت استغفرت الله عز وجل .

              حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا عبد الرحمن المقرئ ، ثنا سعيد بن أبي أيوب ، عن عبد الله بن الوليد ، عن عباس بن جليد الحجري ، عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه ، أنه قال : لولا ثلاث خلال لأحببت أن لا أبقى في الدنيا ، فقلت : وما هن ؟ فقال : لولا وضوع وجهي للسجود لخالقي في اختلاف الليل والنهار يكون تقدمة لحياتي ، وظمأ الهواجر ، ومقاعدة أقوام ينتقون الكلام كما تنتقى الفاكهة ، وتمام التقوى أن يتقي الله عز وجل العبد ، حتى يتقيه في مثل مثقال ذرة ، حتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراما ، يكون حاجزا بينه وبين الحرام ، إن الله تعالى قد بين لعباده الذي هو يصيرهم إليه ، قال تعالى : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) . فلا تحقرن شيئا من الشر أن تتقيه ولا شيئا من الخير أن تفعله .

              حدثنا محمد بن بدر ، ثنا حماد بن مدرك ، ثنا عمرو بن مرزوق ، ثنا زائدة ، عن منصور ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : ما لي أرى علماءكم يذهبون وجهالكم لا يتعلمون ؟ فإن معلم الخير والمتعلم في الأجر سواء ، ولا خير في سائر الناس بعدهما .

              حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا يحيى بن إسحاق ، ثنا فرج بن فضالة ، عن لقمان بن عامر ، عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه ، أنه قال : الناس ثلاثة : عالم ومتعلم ، والثالث همج لا خير فيه .

              حدثنا مخلد بن جعفر ، ثنا الحسن بن علوية ، ثنا علي بن الجعد ، ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي [ ص: 213 ] الجعد قال : قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه : تعلموا فإن العالم والمتعلم في الأجر سواء ، ولا خير في سائر الناس بعدهما .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية