الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 474 ] الحكم بن عمرو الغفاري ( خ ، 4 )

                                                                                      الأمير أخو رافع بن عمرو ، وهما ، من بني ثعيلة ، وثعيلة أخو غفار .

                                                                                      نزل الحكم البصرة . وله صحبة ورواية ، وفضل وصلاح ، ورأي وإقدام .

                                                                                      حدث عنه : أبو الشعثاء جابر بن زيد ، والحسن البصري ، ومحمد بن سيرين ، وسوادة بن عاصم ; وآخرون .

                                                                                      روايته في الكتب ، سوى " صحيح " البخاري .

                                                                                      روى هشام ، عن الحسن : أن زياد بن أبيه بعث الحكم بن عمرو على [ ص: 475 ] خراسان ، فغنموا ، فكتب إليه : أما بعد ، فإن أمير المؤمنين كتب إلي أن أصطفي له الصفراء والبيضاء لا تقسم بين الناس ذهبا ولا فضة . فكتب إليه الحكم : أقسم بالله ، لو كانت السماوات والأرض رتقا على عبد ، فاتقى الله ، يجعل له من بينهما مخرجا ، والسلام . ثم قال للناس : اغدوا على فيئكم ، فاقسموه .

                                                                                      ويروى : أن عمر نظر إلى الحكم بن عمرو ، وقد خضب بصفرة ، فقال : هذا خضاب الإيمان .

                                                                                      معتمر بن سليمان : حدثنا أبي ، عن أبي حاجب ، قال : كنت عند الحكم الغفاري ، إذ جاءه رسول علي - رضي الله عنه- فقال : إن أمير المؤمنين يقول : إنك أحق من أعاننا . قال : إني سمعت خليلي - صلى الله عليه وسلم- يقول : إذا كان الأمر هكذا اتخذ سيفا من خشب .

                                                                                      أبو إسحاق الفزاري ، عن هشام ، عن الحسن ، قال : بعث زياد الحكم ، فأصابوا غنائم كثيرة ، فكتب زياد : إن أمير المؤمنين أمر أن تصطفى له الصفراء والبيضاء .

                                                                                      فكتب إليه : إني وجدت كتاب الله قبل كتاب أمير المؤمنين . وأمر مناديا ، فنادى : أن اغدوا على فيئكم . فقسمه بينهم . [ ص: 476 ]

                                                                                      فوجه معاوية من قيده ، وحبسه . فمات ، فدفن في قيوده ، وقال : إني مخاصم .

                                                                                      حماد بن سلمة : حدثنا حميد ، ويونس ، عن الحسن : أن زيادا استعمل الحكم بن عمرو ، فلقيه عمران بن حصين ، فقال : أما تذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لما بلغه الذي قال له أميره : قع في النار ، فقام ليقع فيها فأدركه ، فأمسكه . فقال النبي ، صلى الله عليه وسلم : لو وقع فيها ، لدخل النار ، لا طاعة لمخلوق في معصية الله .

                                                                                      قال الحكم : بلى . قال : إنما أردت أن أذكرك هذا الحديث .

                                                                                      جميل بن عبيد الطائي : حدثنا أبو المعلى ، عن الحسن ، قال : قال الحكم بن عمرو : يا طاعون ، خذني إليك . فقيل له : لم تقول هذا ؟ وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم- : لا يتمنين أحدكم الموت قال : أبادر ستا : بيع الحكم ، وكثرة الشرط ، وإمارة الصبيان ، وسفك الدماء ، وقطيعة الرحم ، ونشأ يكونون في آخر الزمان يتخذون القرآن مزامير . [ ص: 477 ]

                                                                                      قال أحمد بن سيار : كان سبب موت والي خراسان الحكم ، أنه دعا على نفسه وهو بمرو ، لكتاب ورد إليه من زياد . ومات قبله بريدة الأسلمي ، فدفنا جميعا .

                                                                                      قال خليفة : مات بخراسان واليا سنة إحدى وخمسين .

                                                                                      وقال الواقدي : سنة خمسين ، رضي الله عنه .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية