الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              كتاب طهارات الأبدان والثياب

                                                                                                                                                                              جماع أبواب إزالة النجاسة عن الأبدان والثياب وإيجاب تطهيرها

                                                                                                                                                                              قال الله تعالى ( يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر ) فاختلف أهل العلم في معنى قوله تعالى ( وثيابك فطهر ) فقالت طائفة: من الإثم، كذلك قال ابن عباس ، والنخعي، وعطاء.

                                                                                                                                                                              وروينا عن ابن عباس أنه قال: " لا يلبسها على معصية، ولا على غدرة، ثم قال: أما سمعت قول حسان:

                                                                                                                                                                              إني بحمد الله لا ثوب فاجر لبست، ولا من غدرة أتقنع

                                                                                                                                                                              [ ص: 260 ]

                                                                                                                                                                              681 - حدثنا علي بن الحسن، نا عبد الله، عن سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس : " في هذه الآية ( وثيابك فطهر ) قال هو: الإثم " .

                                                                                                                                                                              682 - حدثنا حاتم بن يونس، نا موسى بن السندي، نا أبو زهير، نا الأجلح، عن عكرمة قال: سألت ابن عباس، عن قوله ( وثيابك فطهر ) ، وذكر الأول الذي فيه قول حسان .

                                                                                                                                                                              وروينا عن ابن جبير أنه قال: " كان الرجل في الجاهلية إذا كان غدارا قالوا: فلان دنس الثياب "، وقال مجاهد، وأبو رزين: "عملك فأصلحه"، وروي عن الحسن أنه قال: "خلقك فحسنه"، وقال بعضهم: هو الغسل بالماء، كذلك قال ابن سيرين " في قوله: ( وثيابك فطهر ) قال: اغسلها بالماء

                                                                                                                                                                              683 - وأخبرني الربيع قال: قال الشافعي: " قال تعالى: ( وثيابك فطهر ) فقيل: في ثياب طاهرة "، وقيل غير ذلك، والأول أولى؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يغسل دم الحيض من الثوب [ ص: 261 ]

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية