الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 233 ] سورة مريم عليها السلام

مكية بإجماع ، إلا السجدة منها ، ففيها خلاف ، وآيها تسع وتسعون آية ، وحروفها : ثلاثة آلاف وثمان مئة وحرفان ، وكلمها : تسع مئة واثنتان وستون كلمة .

بسم الله الرحمن الرحيم

كهيعص [مريم : 1] .

[1] كهيعص قرأ أبو عمرو : بإمالة الهاء وفتح الياء ، وقرأ ابن عامر ، وحمزة ، وخلف : بضم الهاء وإمالة الياء ضد الأول ، وقرأ الكسائي ، وأبو بكر عن عاصم : بإمالة الهاء والياء جميعا ، واختلف عن نافع ، فروي عنه إمالتها بين بين ، وفتحها ، والأول أشهر ، وفتحها الباقون ، وهم أبو جعفر ، وابن كثير ، ويعقوب ، وحفص عن عاصم ، وأبو جعفر يقطع الحروف على أصله ، يسكت على كل حرف سكتة يسيرة في جميع أحرف الهجاء من أوائل السور ، وأظهر دال (صاد ) عند ذال (ذكر ) : نافع ، وأبو جعفر ، وابن كثير ، وعاصم ، ويعقوب ، وأدغمها الباقون ، وأشبع مد (ع ) : ورش بخلاف عنه ، واختلف في الحروف التي في أوائل السور [ ص: 234 ] على قولين : فقيل : هي سر الله في القرآن ، لا ينبغي أن يتعرض له ، نؤمن بظاهره ، ونترك باطنه ، وقال الجمهور : بل ينبغي أن يتكلم فيها ، وتطلب معانيها ؛ فإن العرب قد تأتي بالحرف الواحد دالا على كلمة ، وليس في كتاب الله ما لا يفهم ، وتقدم الكلام فيها أول سورة البقرة ، قال ابن عباس : (كهيعص ) : هذه حروف دالة على أسماء من أسماء الله تعالى : (الكاف ) من كبير ، و (الهاء ) من هاد ، و (الياء ) من علي ، و (العين ) من عزيز ، و (الصاد ) من صادق ، وقيل : معناه كاف لخلقه ، هاد لعباده ، يده فوق أيديهم ، عالم ببريته ، صادق في وعده .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية