الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار

                                                                                                                                                                                                نسي ما كان يدعو إليه أي: نسي الضر الذي كان يدعو الله إلى كشفه. وقيل: نسي ربه الذي كان يتضرع إليه ويبتهل إليه، و "ما" بمعنى من، كقوله تعالى: وما خلق الذكر والأنثى [الليل: 3] وقرئ: (ليضل) بفتح الباء وضمها، بمعنى أن نتيجة جعله لله أندادا ضلالة عن سبيل الله أو إضلاله والنتيجة: قد تكون غرضا في الفعل، وقد تكون غير غرض. وقوله: تمتع بكفرك من باب الخذلان والتخلية، كأنه قيل له: إذ قد أبيت قبول ما أمرت به من الإيمان والطاعة، فمن حقك ألا تؤمر به بعد ذلك، وتؤمر بتركه; مبالغة في خذلانه وتخليته وشأنه; لأنه لا مبالغة في الخذلان; لأنه أشد من أن يبعث على عكس ما أمر به، ونظيره في المعنى قوله: متاع قليل ثم مأواهم جهنم [آل عمران : 197].

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية