الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3559 باب كراهية الطروق لمن قدم من سفر ليلا

                                                                                                                              وقال النووي : ( باب كراهة الطروق - وهو الدخول ليلا - لمن ورد من سفر) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 72 جـ 13 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن جابر ، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا، يتخونهم أو يلتمس عثراتهم. ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن جابر) بن عبد الله، رضي الله عنهما؛ (قال: نهى رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم: أن يطرق الرجل أهله ليلا) بفتح اللام وإسكان الياء. أي: في الليل.

                                                                                                                              [ ص: 571 ] " والطروق"، بضم الطاء: هو الإتيان فيه. وكل آت في الليل: "طارق " (يتخونهم) معناه: يظن خيانتهم، ويكشف أستارهم، ويكشف هل خانوا أم لا؟

                                                                                                                              (أو يطلب عثراتهم) معناه: " زلاتهم ".

                                                                                                                              قال سفيان: "لا أدري هذا في الحديث أم لا ؟ " يعني: أن يتخونهم، أو يلتمس عثراتهم.

                                                                                                                              وعن شعبة، عن محارب، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "بكراهة الطروق. ولم يذكر: يتخونهم أو يلتمس عثراتهم" .

                                                                                                                              وفي رواية: "فلا يأتين أهله طروقا، حتى تستحد المغيبة، وتمتشط الشعثة".

                                                                                                                              وفي رواية: "نهى إذا أطال الرجل الغيبة: أن يأتي أهله طروقا ".

                                                                                                                              ومعنى هذه الروايات كلها: أنه يكره لمن طال سفره: أن يقدم على [ ص: 572 ] امرأته ليلا بغتة. فأما من كان سفره قريبا، تتوقع امرأته إتيانه ليلا: فلا بأس. كما إذا أطال الرجل الغيبة) .

                                                                                                                              وإذا كان في قفل عظيم، أو عسكر ونحوهم، واشتهر قدومهم ووصولهم، وعلمت امرأته وأهله أنه قادم معهم، وأنهم الآن داخلون: فلا بأس بقدومه متى شاء. لزوال المعنى الذي نهي بسببه. فإن المراد: أن يتأهبوا. وقد حصل ذلك، ولم يقدم بغتة.

                                                                                                                              ويؤيده حديث آخر: " " أمهلوا حتى ندخل ليلا - أي: عشاء - كي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة " ". فهذا صريح فيما قلنا. وهو مفروض في أنهم: أرادوا الدخول في أوائل النهار بغتة، فأمرهم بالصبر إلى آخر النهار، ليبلغ قدومهم إلى المدينة، وتتأهب النساء وغيرهن. والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية