الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          2186 - مسألة : من قال : لا يؤاخذ الله عبدا بأول ذنب ؟ قال أبو محمد رحمه الله : نا عبد الله بن ربيع نا ابن مفرج نا قاسم بن أصبغ نا ابن وضاح نا سحنون نا ابن وهب عن قرة بن عبد الرحمن المعافري عن ابن شهاب قال : أتي أبو بكر الصديق بسارق ؟ فقال : اقطعوا يده فقال : أقلنيها يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله ما سرقت قبلها ؟ فقال له أبو بكر : كذبت ، والذي نفسي بيده ما غافص الله مؤمنا بأول ذنب يعمله

                                                                                                                                                                                          وبه - إلى ابن وهب عن سفيان الثوري عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال : أتي عمر بن الخطاب بسارق فقال : والله ما سرقت قبلها ؟ فقال له عمر : كذبت ورب عمر ، ما أخذ الله عبدا عند أول ذنب

                                                                                                                                                                                          وبه - إلى ابن وهب عن عبد الله بن سمعان بهذا ، وأن علي بن أبي طالب قال [ ص: 65 ] له : الله أحلم من أن يأخذ عبده في أول ذنب يا أمير المؤمنين ؟ فأمر به عمر فقطع ، فلما قطع قام إليه علي بن أبي طالب فقال له : أنشدك الله ، كم سرقت من مرة ؟ قال له : إحدى وعشرين مرة - [ غافصه : فاجأه وأخذه على غرة ]

                                                                                                                                                                                          قال أبو محمد رحمه الله : يفعل الله ما يشاء ، وكل أحكامه عدل وحق ، فقد يستر الله الكثير والقليل ، على من يشاء - إما إملاء وإما تفضلا - ليتوب ، ويأخذ بالذنب الواحد ، وبالذنوب - عقوبة أو كفارة له { لا معقب لحكمه } و { لا يسأل عما يفعل وهم يسألون }

                                                                                                                                                                                          والإسنادان عن أبي بكر ، وعلي : ضعيفان ، أحدهما مرسل ، والآخر مرسل ساقط ، والإسناد في ذلك عن عمر صحيح - ولله الأمر من قبل ومن بعد .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية